ليته كابوس بقلم: الزهراء محمد 

ليته كابوس

ليته كابوس بقلم: الزهراء محمد 
ليته كابوس بقلم: الزهراء محمد ريمونارف 2023
ليته كابوس

بقلم: الزهراء محمد

ولكنه لم يكن كابوسا؛ إنه واقع ملموس، لم يكن مجرد خيال أو هلاوس عقل، إنها دماء حقيقية وألم يمزق نياط القلب، لم يترك جزءا من روحي إلا وأحرقه، لم يكن فيلما خياليا؛ بل صرخة حقيقية لطفل ممزق الأطراف، لم تكن ابتسامة عادية؛ بل دمعة تسيل على وجنة رضيع يتضور حزنا، لم تكن أم تحتضن وليدها حبا؛ بل تبكيه فقدا، لم يكن ذلك العجوز المرابط أمام الحطام بطلا لرواية على الشاشة؛ بل بطلا يحاول التماسك بحثا عن جاره الحبيب تحت ركام أحلامهما التي دمرتها أيادي الشيطان.

رائحة الشاي، أغصان الزيتون، حتى الطيور في أعشاشها تئن، تحن، ترحل رغما عنها، وهنا تحت الدثار صخب وحفل وموائد ممتدة فوقها دماء طاهرة، ووجوه بريئة تودع الحياة، تراقص فوق أشلاء الأشقاء، عار حملناه ويا له من عار!

ليته كان حلما أو كابوسا! ليتني كنت متوهمة! لكن للأسف هو حقيقة.

سامحيني طفلتي الجميلة، لا أملك إلا قلما أعزل، وفي الحروب قلمي لا يكفي أمام تلك الحملة الظالمة؛ لكن أعدك أنني سأحملك في أحلامي، سأكتب عنك، سأبتعد بك في عالمي الخاص، وانتفض بكلماتي ضد الطغاة.

حلقي يا فراشتي، انتهى ألمك، لكننا ما زلنا هنا نتألم، ويطوقنا عار سيلاحقنا حتى الممات، سامحوا شعوبا مكبلة تحيا على الفتات.

ليته كابوس

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

FB IMG 1702071058851

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top