لسنا على ما يرام
بقلم: مريم توركان
إلى أيَّامٍ من العُمرِ الماضي، هَيا بعض أعمارنا المُنقضية..
قد حدثَ لأشقائنا في غزّةَ ما أنضجَ الأكباد وكسرَ القلوب، كما سلبَ من النفسِ أمنها وأمانها، حدثَ لهم ما جرحَ الأرواح، وأفزعَ النفوس؛ فأضعفَ الأجساد.
أيا أيَّام قد مرّت دونَ أنْ نشعُرَ بها..
قد كُنتِ بالنسبةِ لِما نراهُ اليوم كالماءِ الباردِ على الظمأ، رغم ما حملتِ من ألمٍ ووجعٍ ونَصَبٍ، ورغم ما تحمّلتِ من سوءِ القضاء ومكرِ الجُبناء، وشماتة الناقصين غير الأسوياء، إلَّا أنَّ ذلكَ كُلّهُ لم يَكُن شيئًا بالنسبةِ لِما رأيناهُ رأيَ العَينِ، وما زلنا نراهُ في مُصابِ أشقائنا.
أيا أيَّام كُنتِ سترًا للبعضِ..
أتعلمينَ أنَّ اللَّهَ قد كشفَ عنهم الستر فظهرتْ حقائقهم حُبلى بكُلِّ خُبثٍ وخبائث؟!
إليكِ عزيزتي الماضية، ولا عزيز إلَّا مَن أعزّهُ اللَّه..
لسنا على ما يُرام، ولن نعودَ كما كُنّا إلى أنْ يعودَ لأشقائنا في فلسطين حقّهم في تَملُّكِ أرضهم؛ بل لن يعودَ لكوكبِ الأرضِ سلامهُ حتّى يعود خنازير الأرض إلى حيثُ جاءوا.
يا مَن لا تحترمونَ العقول على مَن تتفيهقون؟
مَن يُعيدُ غزّةَ بعد أنْ أضحتْ خرابًا؟
مَن يُعيدُ بها الحياة بعد أنْ جعلتموها _بصمتكم عن الحقِّ_ مقبرة جماعية؟
مَن يردُّ الأمانَ لأرواحٍ سلبتموها أبسط حقوقها في العيشِ بسلامٍ نفسي؟
حقوق الإنسان
أَلَا زالت كذبتكم المُصطنعة (حقوق الإنسان) على قيدِ الحياةِ، أم أنَّها لقيت حتفها بالقصفِ على غزّة؟!
هل لا زالت هُناكَ براءة أطفال، أم تَمَّ وأدها بوأدِ الطفولةِ في م ذ ب ح ةِ غزّة؟
ألَا زالَ هُناكَ طُهرٌ أم أبدلتموهُ بعُهرٍ؛ كي تقضوا بهِ على بقايا ضمائركُم، أيا ولاة أمور العرب؟
يا مَن تتنصلونَ من القضية الفلسطينية، إنَّها لشرفٌ وعِزٌّ لكُلِّ صادقٍ مع اللَّهِ، أمَّا أنتم فابحثوا عن مصائبِ العرب، ستجدونَ أنفسكم الخبيثة أساس كُلّ بليّة.
أنا دمي فلسطيني
واللَّهِ، ما لدُنيا خُلِقنا، ولكن لعبادةِ ربّ العالمين، ومن أجلِّ العبادات نُصرة المظلوم، ما اعتدينا على أحد ولكنَّ ردع الظالم واجبٌ علينا، فالاستكانة ليست من شِيَمِنا، والركون إلى المُعتدين مُخالفٌ لشرعِ نبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأيمُ اللَّهِ، ما كانتْ الدنيا لنا وما كُنّا لها، إنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعون.
“على عهدي على ديني، على أرضي تلاقيني، أنا لأهلي أنا أفديهم.. أنا دَّمي فلسطيني”.
لسنا على ما يرام
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا