نزلنا ها هنا
بقلم: شيرين شيحه
نزلنا ها هنا قدرًا لنحيا
فأبدعنا بأنواع المنايا
نزلنا من عُلا الجنات لمّا
تقاسمنا و(إبليس) الخطايا
وأُلبسنا لباسَ الخوف فيها
وكان “العزمُ” مصفاةَ الرعايا
تدثّرنا بأطماعٍ ودنيا
من “الإنسان” أصبحنا عرايا
صدَقتُم يا ملائكُ قد سفكنا
وأفسدنا وخالفنا الوصايا
يُعلّمنا الغرابُ بأن نواري
فكشّفنا عن “الوحش” السجايا
وأطلقنا ذئاب الشر منّا
نفوسًا والعقولُ لها مطايا
سنهبط من جنان الأرض حتمًا
إلى درك الأسافل والبغايا
معتقةٌ دنانُ الحزن فينا
يُعكّر لونُها وجهَ المرايا
تخرُّ الثاكلاتُ على بنيها
كما الجبل المهدّمِ في البرايا
تنوحُ الباكياتُ على ذويها
تراها من ثقوب الحزن نايا
ومن تحت الرُكام بدتْ أيادٍ
توحّد ربَّها تشكو البرايا
وتستسقي من الرحمن غيمًا
فصحراء القلوب بلا سخايا
وأطفالٌ براءتها ابتسامٌ
لقاتلها؛ فما فسدت طوايا
وولدانٌ بدرب الخُلد ساروا
ألا يا موتُ رفقًا بالهدايا
همُ الدُّرُ المُنثّرُ في جنانٍ
أو المكنونُ من بيض الصبايا
وفي الفردوس قد حملوا الأواني
بها طافوا بأنواع العطايا
بكأسٍ من معين الحب دارتْ
على ريق الأعالي والصفايا
جيوبُ البأس قد شُقت ولولا
يقينٌ ما رأيتَ الصبرَ آيا