أين المروءة
شعر زينب عبد الرشيد
لله أشكو ودمع العين ينسكب
أين المروءة أين الرفق يا عرب؟!
أهذه أمة المختار يا أسفا؟!
قلبي يموج كما البركان يضطرب
يا ويح قومي! فهل ماتت مشاعرهم؟!
فلا تئن لشعب بات ينتحب!!
كانوا قديماً كجسم واحد عرفوا
أن التضامن في البأساء كم يجب
لو آه دوّت من المنكوب كنت ترى
أُسْدَاً ضراغم للملهوف قد وثبوا
كانوا كفيض أتى للأرض غيثهم
والآن ماذا دهى الأحرار؟! هل نضبوا؟!!
رحماك يا ربنا فالغدر يقتلهم
وارفع بلاءك عنهم إنهم تعبوا
تحت الركام صغير خطبه جلل
خارت قواه غدا المسكين يرتقب
أبوه فارق ذي الدنيا وقسوتها
وأمه قلبها كالنار ملتهب
يا نظرة اليأس في عينيك يا ولدي
كف البريء بدمِّ الأم تختضب
إن الشموس إذا غابت فلا أمل
ماذا أقول؟! بكت أحوالَنا السحب
الكل ينأى وكف الحرب تحصدهم
والموت يزحف للأرواح ينتهب
ماذا نقول وفي أشداقنا كلمٌ
ما اللفظ يحمله.. شِعرٌ ولا أدبُ
تلك الحجارة من بأسائهم نطقت!!
مات الضمير وهذا قلبكم خرب
كانوا أعزة أقوام وقد نهبوا
مدوا يد العون.. فالأزمان تنقلب
أتسعدون بذي الأيام في دعة؟!
أتتقون رحى العدوان إن ذهبوا؟!
أتأمنون سهام البطش تبغتُكم؟!
بالقصف لا يُنذَر الولدانُ والشِّيَبُ
“لا تركنن إلى الدنيا وزخرفها”
كم من عتاة ومن أغراضها سلبوا
إن الإله غداً في الحشر سائلنا
ماذا فعلتم إذ الأرواح تنسحب؟
يا رب عفوك لا تنزل بنا سخطا
أمسى الجميع عن المظلوم يحتجب
يا قادراً يا مغيث الناس رحمتكم
مَن يدفع الضيم مَن إلاك يستجب؟!!
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا