عين من سكون
بقلم: تهاني بركات
كيف لعينيكِ أن تخون، والبراءة فيها لم تنحرف؟
كيف لعينيكِ أن تخون، وحين اللقاء لم ترتجف؟
وعدتكِ أن أبقى ألف عام تحت المطر
أبعثر الأحلام
وأساوم الموت تحت الركام
وأعود إليكِ كلص محترف
سرقتُ من عينيكِ الربيع، وبدلت الفصول، ولم أقترف
وعدتكِ أن أبقى ألف عام
أهدهد في عينيكِ القمر
أحارب فيكِ نوبات الخطر
وأمحو البعاد وطول السفر
نَقضتُ العهود، ولم أعترف
وبين الوعود بات قلبي يرتجف
بأي أرض ألوذ، وبأي أرض أعتكف؟
خفتُ لقاءك وحبكِ المكلوم في الأحشاء يحتضر
وقفتُ وحدي أكفنه
أبكيه
وأشيعه
اللحد قلبي والدموع تودعه
وحين التقيتكِ
رحتُ أخبئ الشمس في راحتيكِ
رحتُ أجمع الأقمار والأنهار
وأنثر الأزهار على قدميكِ
وجدتُ نفسي حبيس لحدي
وحبكِ في دمائي ما زال يسري
لكني أصبت بضرب الجنون
حين التقيتكِ
وجدت عينيكِ جبلا من سكون
فكيف لها أن تخون؟!