لا حياة مع سيلا بقلم: مونيا بنيو منيرة

لا حياة مع سيلا

لا حياة مع سيلا بقلم: مونيا بنيو منيرة
لا حياة مع سيلا

لا حياة مع سيلا

من سلسلة ظلم سيلا
الحلقة السادسة
كان ليث قلقا لتدهور حالة سيلا؛ مما جعله يتجه الى المشفى القريب للقرية، ليحضر من يسعفها بطريقة أفضل ليطمئن أن النزف الذي كان في رأسها بخير جراء جرح بالغ، جعل ليثا أكثر خوفا عليها.
اقترب منها بخطوات متثاقلة، ثم أسند رأسها إلى سريرها، كانت تئن من الوجع، وهي تقول:
– أين أنت، يا أبي؟!
نظر إليها ليث مطولا، يجتاحه مزيج من العطف والرأفة لحالها وبعض من الألم، إلا أن في وجودها راحة وأنس غريب فقد سكنت روحه رغم دمامة خلقتها؛ لم يكن يبصر إلا جمال روحها الذي سحره؛ حتى وحوش الغابة روضها، ثم قال:
= سامحيني، يا سيلا؛ لم أستطع أن أخرجك مما أنتِ فيه، لكنني لن أستسلم.
استطاعت تلك الكلمات أن تلامس وجدان والدته التي فرحت كثيرا، ثم تنحنحت ودخلت، قائلة:
== إن سيلا اليوم قد تجاوزت مرحلة الخطر؛ رأيت في وجهها أنها تتماثل للشفاء، فلا داعٍ للخوف، يا ليث.
كان ظهور سيلا هو البركان الذي أضرمَ لهيبَ الحقد لدى سكان القرية، وجعل الحقيقة تطفو على السطح؛ رغم كيدهم، وأصبح تسكع الحيوانات الخطيرة في المكان أكبر هم لصيادي القرية.
أخذ ليث بندقيته وذهب باتجاه الغابة حيث واجه بعض سكان القرية الذين هددوه بالرحيل، لأنه سبب انتشار العديد من الحيونات المفترسة، التي أضحت تخرب المزارع وتأكل حيواناتهم المستأنسة.
استغرب ليث لنبرة التهديد والوعيد، فاتجه لوالدته ليقص عليها ماحدث، ويقر لها بأنه يحس بشيء غريب يطبخ في الخفاء، فقاطعته والدته:
– أنا متأكدة أن هناك سرا يخفونه، فعندما قصدتهم ذات مرة كانوا مُطأطئي الرؤوس، متجاهلين كل توسلاتي، وقد أحسست بخوف يملأ قلوبهم، إلا أنهم تجاهلوني تماما!
كانت سيلا تستمع لما يدور خارجا، سمعت الأم أنينها ثم اتجهت للحاق بليث، الذي استبشر خيرا بعد أن وجدها تحاول الوقوف، حتى وصل بها المطاف إلى أن مشت قليلا حتى وصلت الباب.
رغم الحنان الذي أحسته، والدفء الذي بات يملأ أجواء البيت، واللهفة والقلق عليها إلا أنها ما زالت غير مصدقة، فالخوف من البشر في قلبها قد فاق أي شعورٍ آخر، لذا ابتعدت عنهما من غير تردد، لتستوعب ما يحدث حولها، وكانت كلما اتجهت نحوهما، تعمّقت تلك الأحاسيس بداخلها؛ إنها تسمع دقات قلب ليث وصدى روحه الذي يفضخ كل شيء بأعماقه، ولهفة والدته وحنانها.
تساءلت وتساءلت:
– هل ما أنا فيه حقيقة أم خيال؟!
كيف لي أن أصدق أن هناك أناسا طيبين حقا؟!
لكنها تؤمن بأن قلوب النساء قد تموت من قساوة القدر وتصبح قاسية كالحجارة أو أشدّ قسوة حين يملؤها الخذلان والحقد.
وصل الصيادون إلى باب القصر، وكان على ليث أن يتقصى الأمر، لكن تعاملهم كان همجيا وغير إنساني، وكأنه في معركة لا يحسد عليها.
كيف له أن يتصدى لكل رجال القرية وتهديداتهم بالرحيل؟!
بعد الحديث والجلبة، وقفت سيلا أمامهم، فلم يجرؤ أحدهم على الاقتراب أو الكلام، ولو بكلمة.
وقف الجميع في ذهول وخوف لبرهة، ثم صوبوا أسلحتهم نحوها، وبصوت واحد:
– لا حياة مع سيلا..
هنا استغرب ليث!
خرجت أم ليث التي وقفت أمامها لحمايتها من أسلحتهم وهمجيتهم، لتعلمهم أن سيلا اليوم ليست وحيدة، وأطلق ليث بعض رصاصات؛ محذرا إياهم، للابتعاد على الفور
ظهر زئير وعواء، بعد أن أطلقت سيلا كلمتها التي تردد صداها بين الجبال، فما كان من الجميع إلا أن ركضوا كالأرانب إلى أوكارهم، وهنا طلب ليث من سيلا أن توضح له الامر!

 

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

لا حياة مع سيلابقلم: مونيا بنيو منيرة
تصميم: مها شاهين

reemonarf 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top