أنت الحل

أنت الحل

بقلم: مريم توركان

أنت الحل
كان يا ما كان، كان في زمان إنسان جميل وقلبه حزنان
كان كل شوية يتضايق
من كتر همومه مش فايق
طب يعمل إيه، والحلّ إيه؟
سأل نفسه كتير؛ هل هي بالتدبير، ولا بالتفكير؟
قعد يفكر ويفكر ويفكر
لحد ما مزاجه اتعكر
فقام ومشي من مكانه جري
وما حدش يعرف مكانه
مرّ يوم والتاني
طول عمره حنين ولا عمره كان أناني
أهل البلد كانوا بيدوروا عليه
وهو محبوس في حُفرة
ندهت عليه
فضلت تنادي وتنادي علشان تغويه
قرب منها ودخلها برجليه
وكل شوية الحفرة تكبر وتكبر وتكبر
وهو مذهول مش قادر يفكر
سألها أنتِ يا حفرة، تطلعي مين؟؟
ضحكت وقالت أنا حُزن السنين
كل ما تحزن، أنا بكبر
ولو نسيت أنا بخليك تفكر
قال لها: بس أنا مظلوم
ردّت بحزم: وعقلك مغيوم
قال لها: مش فاهم
قالت له: مش كنت هكبر لو كنت فاهم
بُص يا ولدي للنجوم
بَص لقاهم موجودين
بس فيهم نجم حزين
سألها وده يطلع مين؟!
جاوبت بحزن: ده حُزن دفين
كل ما تحزن وتحزن وتحزن
أنا بكبر، وهو بيحزن
قال لها: مش بايدي؛ أنا مقهور
قالت له: انت جميل، ليّن، ومحبور
سألها الحلّ
جاوبته: انت الحلّ
قال لها: ازاي، وأنا محبوس؟!
قالت له: حُزنك عدو مدسوس
قال: بس أنا…
وقبل ما يكمل رجعته لورا سنة
شاف نفسه جميل وباهي
وحلمه بيلمع وزاهي
وقلبه متطمن وعقله متأمن
وبسمته واضحة وعيونه صابحة
فرح وقال: أنا أهه، جيت من تاني
رجعت بيه لزمنه تاني
قال لها: ليه ما سيبتنيش هناك؟!
قالت له: علشان انت زي ما انت من غير اللي جواك
لازم تحارب وتكون شُجاع
خليك للأمل بيّاع
حارب بسلاح اليقين
يكفيك ربّ العالمين
ولما تنتصر، النجم هليمع تاني
وترجع لك نفسك من تاني
وبعدها بدأت تضيق عليه
وهو بيفكر هيعمل إيه!
بص للنجوم وناجى الحيّ القيّوم
وسلّمها للرحمٰن
وغسل قلبه من الأحزان
فجأة..
النجم لمع وبقى زاهي
والحفرة اختفت والأرض رجعت زي ما هي، وهو رجع فرحان
وقال: أنا سعيد، مش حزنان
وطالما الأمر للرحمٰن، هطّمن وانام قرير العين
ونفض عن روحه حزن السنين
وفوّض أمره لربّ العالمين
فصبح على جبر عظيم
نسّاه كلّ أليم..

وتوتة توتة خلصت الحدوتة، حلوة وجميلة ولا ملتوتة؟!

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا