أخاف الليل
بقلم: نشوة أحمد علي
أخاف الليل، وأستوحشه..
ربما لأول مرة أواجه نفسي بتلك الحقيقة؛ أنا أخوف ما يكون من ظلمته ووحدته وهدوئه المقيت.
يظن البعض عشقي له، ولذاك أحرص على صحبته، بل وأجاهد كيلا يخلو الليل من صحوي، بينما أنا أقاوم لأقطع ساعاته ساهرة، محدقة في الميقاتي مراقبة إياه حتى ينمحق، ويتبدد ستاره الأسود الذي افترش السماء، فحجب شعاع الشمس، أتابع صراعهما مشجعة الشروق، محفزة إياه على الفوز، متحرقة شوقا إلى بزوغ فقيدة ليلي، وبعثها من جديد.
يزيحني الصمت إلى ركن قصي حتى يعود للكون صوته، أقاوم سكوت من حولي بضجيج أصنعه داخل نفسي كيلا أروح ضحية الخوف، أو ربما هو ثرثرة يوقظها الهدوء ويستثيرها، فتستثمر فرصة سانحة لتعلن عن وجودها، ثرثرة بطعم الطنين لا مرحبا بها، ولا كان حلولُها على النفس سهلا، ثرثرة لطالما طردتُها عن بالي، لكنها تستوحش حال الصمت وتفترس ذهني، حتى يلوح في الأفق ما يقطع عليها سبيلها؛ إما صوت محبب أو بصيص نور دافئ لطيف.
هذي طريقتي في محاولة التغلب على مخافتي من الليل وسكونه، لكن أنَّى لي بعبور الشتاء؟! فما أوجع ذكراه، وأحلك لياليه، وأبهت ضوءه، وأخفت بسمته!
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا