استعن بالله
بقلم: مريم توركان
سُبحان اللَّهِ العظيم وبحمدهِ!
كُنتُ في صِغري أُشارِكُ أُمّي أعمال البيت وأُساعدها بالمطبخِ، مع تركيزي الشديد على كيفيةِ طهوِها للطعام؛ لرُّبما أكونُ طاهية يومًا ما، فاستعدّ من الآن.
كُنتُ أخشى من تجربةِ الطهي؛ حتّى أنَّني لم أطهُ طعامًا كاملًا بمُفردي، إلى أنْ حدثَ ما أجبرني على ذلك؛ حيثُ مَرِضتْ أُمّي، فعجزتْ عن طهي الطعام، كُنتُ حينها لم أتجاوز الثانية عشرة من عُمري، سَمّيتُ باللَّهِ ودلفتُ إلى المطبخ كطاهيةٍ لأوّلِ مرّة بعُمري.
جهزتُ مكونات طبختي ثُمَّ شرعتُ في تنفيذ المهمة قبل صلاة المغرب، وبفضلِ اللَّهِ الكريم أنهيتُ الطهي وقدّمتهُ لإخوتي بعد المغرب، فسعدوا بي أيّما سعادة!
لم تَكُن طبخة مُعقدة؛ فقد كانت دجاجًا وأرزا وملوخية، استعنتُ برَبّي فكان لي خيرُ مُعين.
ما أودُّ قولهُ..
أنَّ بإمكاننا فِعل الكثير، حتّى ما نراهُ صعيبا هو سهل، إنْ استعنا باللَّهِ على قضائهِ.
حين تضعنا الحياة في مواقف بعينها، هُنا تظهر مدى قُدراتنا الحقيقية، عن طريقِ كيفيةِ تعامُلنا مع تلك المواقف ونظرتنا لها.
حينَ يبتلينا الرحمٰن فنصبر، فيبتلينا فنصبر، فيبتلينا، ما هذا إلَّا ليُخرِجَ أجمل ما فينا.
سُبحانَكَ يا مَن تسوقُ لنا الخير حتّى في البلايا!