صيد ثمين
بقلم: صفاء عبد المنعم أبو السعود
كنت على جانب الطريق، أنتظر حتى يلوح في الأفق من يشير لسيارة أجرة، ويروق لي في ذات الوقت؛ فلم أرغب في الزبائن العاديين، إلى أن لمحته بهندامه الفخم، وهيئته البهية، يتهيأ ليشير بيده، فباغتّه بسيارتي ووقفت أمامه، مشيرا له بالركوب قائلا:
– اتفضل، يافندم
= المعادي، من فضلك
كنت أراقب حركاته بطرف خفي وهو يجلس بجانبي، وراق لي انتفاخ جيبه، فشعرت بسعادة تغمرني، فقد وجدت ضالتي
= يمكنك الإسراع، فإني على عجلة من أمري
– تحت أمرك، لكن الشوارع مزدحمة
= فلتسلك الشوارع الجانبية
تبسمت وأومأت برأسي محدثـًا نفسي: يا لفرصتي الذهبية! وكأن القدر يسايرني، وبدأت بالفعل أنحني يمنة ويسرة، حتى أصبحت في شارع شبه خالٍ من المارة، فما شعرتُ إلا ونصْلٌ حادٌّ بجانبي الأيمن، وبابتسامة على ثغره وجدته يأمرني بالنزول وترك السيارة!
يا لهول المفاجأة التي أخالكم عرفتموها!
نعم إنه الراكب الذي جعلني أمامه تلميذا في عالم الجريمة يتعلم من أستاذه.
لم يكن مني إلا الانصياع، فقد كانت ابتسامته الصفراء تشي بمحترف لن يتركني إلا جثة هامدة؛ إن لم أنزل، وقد كان، وانطبق عليَّ المثل القائل (تيجي تصيده يصيدك)
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا