حـديـثُ الشـمسِ والـقـمـر بقلم: فايزة ضياء العشري

حـديـثُ الشـمسِ والـقـمـر

حـديـثُ الشـمسِ والـقـمـر بقلم: فايزة ضياء العشري
حـديـثُ الشـمسِ والـقـمـر
حـديـثُ الشـمسِ والـقـمـر
بقلم: فايزة ضياء العشري
شمس: لم يكُن حُبنا لينتهي، لم يكن لينتهي الشجن بيننا، لم يكُن ليموت على شفتينا السَّمَر!
كُنا كيانََا واحدََا لا ينكسر.. ثم انكسر!
بربِّك، لِم خُلق فؤادُك من حجَر؟!
قمر: هكذا شاء القدر..
شمس: ويْحكَ أيُّ قدر؟!
أجحدتُ شعاعَ ضوئي الذي داعب في حنانِِ وجنتك؟!. أحاديثُنا قبل الدُّجى؛ وقت السَّحر؟!
وقبلةُ وداعِِ أسكنتَها وجنتَيَّ بعد التناجي وطول السهَر؟!
لم أكن أعلمُ أنها قبلة وداعك الأخير، وبعد ذلك.. ما أسهل التذرع بمشيئة القدر!
قمر: كُفي.. بالله كُفي يا نور القمر، فلهيبُ سخطك عليَّ كاد يذيب رؤوس البشر.
تبتسم “شمس” وتغيم الدنيا، وكيف لا تبتسم وقد أضحكها قمر؟!
قمر: لستُ في فرحةِِ بابتعادنا؛ إن أمعنتِ النظر، وهل للجسدِ حياةٌ بانفصالِهِ عن روحِه؟ هل يطول به عُمْر؟ ولكن هكذا شاء الإله حبيبتي، هكذا شاء القدر؛ أن ينفصل حبُّ شمسِِ عن قمر، ليتصل في الأرض حب الأنثى والذكر.
شمسُ تبكي فتُسقِط لهيبًا من حرارةٍ يحرق جلود البشر.
قمر: بالله، لا تبكي حبيبتي، حتى وإن انفصل حبنا، فلم يكن لينتهي، لأن شمسا ضيُّ قمر، وإن ابتعد ما كان من قربِِ، فما زال الحب بينهما مستعر.
وإن بعدتُ وصار الليل يحويني، فسأُلهم حكايتَنا للأنثى والذكر، للعاشقين الساهرين على ضيِّ قمر
أنا صخرةٌ مظلمةٌ أموت النهار، فبابتعادي عن شمسي أصابني الضرر، لكن شمسًا تبقى قويةً، حتى وإن أضناها حبٌّ امتص قوتَها ثم انتحر!
شمسي تبقى وفيّة، وبنورها تُحيي الفِضة في القمر.
شمسُُ ببكاء: ألن نجتمع؟!
قمر: عُذرًا حبيبتي، ليس بمقدورنا شيءٌ، وإن فعلنا يهلك البشر!

 

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top