أنين

أنين

بقلم: تامر شبل

وتنبض القلوب بأسباب الحياة، فلا يتوقف المسير إلا بتوقف ذاك النبض، وتخالف هذه القاعدة فئة لها قلب غير القلب؛ فكلما صُدم، بنى جدارا لتفادي الارتطام المقبل،حتى صار له قلب داخل قلب، والقلب تبلد مع الوقت، فصار يتنفس بلا حياة. 

تمر أيامه في تخبط بلا شعور أو حس، يفقد الأعِزاء تباعا، فيئن ما تبقى من رفات قلبه المحتضر، حتى يكاد يتلاشى من أثر مرارة الفقد، لكن أنفاسه لم تتوقف بعد، فإن الدعم يأتيه من القلب الذي بُني على حطام الصدمات، ونُسجت خلاياه من الصبر على وداع قلوب لا يقتصر على تغيبها الموت.

وها هي نُذُر الفقد تدق صدر صاحب الود، والقلب يقف بثبات ليضمد جراحه العنيدة، وكيف لا، وقد امتطى جواد اللامبالاة بعدما أُنهك جواد التغافل؟!

جواد يسبح في بحور الظلام بلا استسلام، وإن طغى عليه الانهزام، يخوض مع فارسه حروب الانهيار والوداع المتتابعة، في سنين عجاف ضربت حروف الوفاء، وجف فيها الدمع،

وكلما هدأت حرب نشبت أخرى في ذات الوقت، لا الفارس يحصل على قسط راحة، ولا الفرس يكف، يأملان في اللحاق بركب قافلة الود، لكن قطار الرحيل يمضي، ويعلن التحدي بصوت صفيره الذي جعل القلب المتبلد يشعر، ويئن..

أنين

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا