هجاء وأمل
بقلم: نورا الواصل
سَأهْجُو ذِكرياتي كَي أرَاهَا
مُدثّرةً بِثَوْبٍ مِنْ جَفَاءِ
سأهجوها وَأقْعُد كُلّ دَرْبٍ
يُعَانِق مَا تَبَعْثَرَ فِي الشِّتَاءِ
أَيَا نَبَع الحَنَينِ، هَلُمّ نَشْكُو
هَلُمّ هُنَا فَعَيْشِي فِي شَقَاء
نَثَرْتُ الأُمْنِياتِ وَبَعْض سَحْرِي
وعِشتُ بِكُلّ هَمِّي وَالرَّجَاءِ
كَأَنّي فِي متَاهَاتٍ تَوَالَتْ
وَأنِّي نائِحاتٌ فِي الرِّثَاء
بُذور الآهِ تَنْبُت كُلِّ حِينٍ
وتُزهرُ كُلَّ وَقْتٍ بالهَبَاء
سأهْجو لَيْل شَوْقٍ لَا يُبَالِي
بِسُهْد القَلْب يَا كُلّ العَنَاء
مِنَ الهُجْرَانِ أنْسج ذكْرَياتي
وَأَكْتُب مَا يُعَانِيه رَجَائِي
وأسكُبُ دَمْعَ شَجْوٍ عاث دَهْرًا
ليَسْكُنَنِي رِضَاء بِالقَضَاء
فَيَا قَدَرِي، وَيَا كُلّ التَّمَنِّي
عِنَاقُ الطُّهْر يُغْنِي فِي التَّنَائِي
يُنَاجِي نُور نَجْم بَات يَزْهو
وَيَشْدو حِين أُعْطِيهِ وَلائِي
وَيَا قدَرِي، رَأَيْتُ الحَقّ جَهْرًا
كَنُور الصُّبْح يُنْجِي مِنْ عَمَاء
كَقَلْب الطِّفْل طُهْرًا حِين يَهْفُو
لِنبْعِ الحُبِّ فِي مُقَلِ العَطَاء
كَمَا التَّارِيخ مَجَّدَ صَانِعِيهِ
يُخَلِّدُنِي صُمودِي فِي الهِجَاءِ
سَأَهْجُو كُلّ ضَعْفِي وانكسَاري
وشَوقِي إذ يُلَمْلِمُنِي وَدَائِي
وَقُبْحًا خَطّ فِينَا دَرْب عُمْرٍ
وَتَيْهًا فِي خَبَايَا الِازْدِرَاء
فَلَا طَيْفًا أُلَاقِي فِي حُبورٍ
وَلَا نَجْمًا أُسِامرُ فِي السَّمَاءِ..
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا