لليوم الـ.. أعذريني لم أعُد أعدُّ الأيام
كلما هممت أن أتجاوزك، حضرتِ..قلت لعل في تعمد النسيان اهتمام
فلم أدرِ كيف أفعل، فإن تعمدي النسيان ذكرى
والكفّ عن التعمد ذكرى
وأنتِ.. أنتِ في كل أحوالك آسرتي
سألني أحدهم: لم تقلب عينيك كثيرا، ولا تقر النظر في مكان ما؟
أجبته: لأن ما جال في قلبي حينها أني أبحث عنك بين الوجوه، كمنفي يبحث عن وطنه في المنفى.. يتحسسه
أتدرين؟! خلصت من هذا الفكر أن بعض الوجه وطن وأنتِ وطني
لذا يقولون لي أصبحت غريبا.. ربما لغيابك عني أبدو هكذا؛ غريبا بلا وطن
إن المعاني الإنسانية فيكِ تجعلكِ كالزهور؛ يفوح منك العطر دون جهد منك
وإن بياض قلبك يشع كنور الشمس مهما تجمعت أمامه السحب
وأنكِ كالوطن؛ كلما أعطيتِ تطرحي ما يفوق أخذك، وكجيش وحشد لمن مال إليكِ
وأنك أم في كل أحوالك، وسمت الأم الرفق والعطاء والعفو.
وأني إن اختزلت كل هذا، فسوف أقول أنكِ “إنسانة”
لا أمدح جمال الشكل بقدر جمال الروح؛ فالأخير أبقى، وبه يتفاضل الناس، ولا أقول ما أقول قاصدا المدح، إنما القلب يمتلئ فيفيض، كقول أحدهم “الله!” عند رؤية الجمال.. ولا يقصد سوى الامتلاء بالجمال، وأنا أمتلئ بكِ.
كنت قبل هذا لا أجيد نظم الكلام، لكنني كرجلٍ يقف أمام لوحة جميلة لا يراها غيره، ويصفها بصوت تسمعه جموع الناس، فيقولون ما أجمل قوله! وهو بعد لم يصف بعضًا من بعض ما يرى.
أخيرا أكتب إليكِ:
عند النفي يري المنفي وطنه في كل شيء، فإن كان لا يقيم في وطنه، فالوطن يقيم فيه.. هو ذا أنت؛ تقيمين في يا وطني.. وهذا كل شيء..