وابتعدت، تشبثت بذراعها، لكنها ازاحت يدي عنها، وقالت :
-لم يحن وقتك بعد.
واختفت من أمامي رويدا، رويدا.
دق الهاتف، وانتزعني من حلمي، استيقظت، وأشعر بموضع كفها على صدري كأن ما رأيته حقا.
شعرت براحة غريبة، وأحضرت هاتفي، لقد حان موعد عملي الإضافي.
تحركت بسرعة، ووصلت للمكان، وتوقفت أمام أحد الموظفين، وقلت:
-أريد حجز تذكرة؛ أول رحلة جوية لمصر.
أبلغت ريم بموعد عودتي، تراقص صوتها طربا، وأمطرتني بدعواتها الطيبة على عكس أبي، الذي ثار ثورة عارمة، لكن لم تردعني كلماته، مضيت في طريقي، وكلمات أمي يتردد صداها في أذني:
“ولا تنس نصيبك من الدنيا”.
فتحت حافظتي، لم أعثر على صورتنا الجماعية؛ لعلي فقدتها في مكان ما، وحملها الريح بوجوهنا الستة،
لا بأس، قد كانت صورة بالية، وكنت فيها في الظل، لا يظهر وجهي، لعل فقدها يحررني من أسري؛ فقد كنت أسيرا للظل، وقد آن أوان تحريري.
تمت.
تصميم الغلاف: مها شاهين
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا