ابتسمت؛ عندما تذكرت كيف كان يعاملني عندما حضرت للعمل أول مرة!
كان ينعتني بالعربي البغيض، حتى كانت تلك الليلة؛ عندما سقط على القضبان مغشيًّا عليه، وقد أنقذته قبل أن يدهسه القطار، ومر الأمر بسلام.
شكرني، ومنذ تلك اللحظة أصبحنا صديقين، يطلب مني الحضور لمنزله كل فترة.
كم تشعرني تلك الزيارة بالحياة!
أستمتع برفقة طفليه “روبيرتو، وهيلينا” وأشعر بدفء العائلة الذي حرمت منه.
بعد مرور ساعات دق هاتفي، وإذا برسالة من أبي، فتحتها بلهفة:
(علاء، لا تنسَ إرسال المال الخاص بمدرسة وليد، وأيضا أفكر في التوسع في دكاني الجديد، سأحدد المبلغ المطلوب، وأعلمك)
هذا كل شيء! مدرسة وليد؟!
أخي الصغير من زوجته الجديدة!
توفيت والدتي بعد سفري بخمسة شهور، ولم ينتظر والدي كثيرا؛ فقط ثلاثة أشهر، ثم أخبرني هاتفيا بأنه في حاجة إلى زوجة.
تزوج بالفعل وأنجب وليد، يبلغ الآن من العمر خمسة أعوام، لذا طلب المال للتقديم له بمدرسة خاصة.
ولِمَ لا، وأنا المتكفل به؛ بل المتكفل بكل الأسرة؟!
تخرج عمر من الجامعة، وعمل بإحدى الشركات، وإبراهيم بالسنة النهائية في الجامعة، وسالي أختي الكبرى تزوجت، وقد تكفلت بكل متطلباتها، وكذلك سوسن ستتزوج قريبا، أما يحيى، فهو بمرحلة الثانوية العامة…
الجميع يتنعم بأموالي، لكن لا بأس، فهم عائلتي.
ما يؤلمني هو رحيل أمي قبل أن تحظى ببعض الراحة، عاشت بوجه شاحب، وثوب بالٍ حتى وفاتها.
ثم لانت قسماتي وابتسمت بحب عندما تذكرتها؛ حبيبتي ريم، وأعدت قراءة رسالتها الأخيرة التي هدهدت قلبي:
( أنتظرك ولن أملَّ، لعل لقاءنا قريب)
يتبع
تصميم الغلاف: مها شاهين
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا