يوميات سعيد شالبربش

يوميات سعيد شالبربش

يوميات سعيد شالبربش .. الحلقة الأولى
يوميات سعيد شالبربش
يوميات سعيد شالبربش

بقلم: حسن عبد الرحمن

الحلقة الأولى

 

اسمه الحقيقي سعيد، لكن أصدقاءه أطلقوا عليه اسم “شالبربش” منذ طفولته،لأنه……

لن أقول الآن، سأتكلم عن الاسم في نهاية القصة، لأن شرحه يطول، وهي قصة كوميدية جدا، ستجعلك تضحك من قلبك. يعني أتمنى أن تضحك من قلبك، عزيزي القارئ، واسمح لي أن أطلق عليك “عزيزي” اتفقنا؟

دعك من الاسم الآن، واجعلنا نذهب إلى الفعل..

“شالبربش” شاب دائمًا ما يقحم نفسه في مشكلات عدّة، ومعظمها تنتهي في قسم الشرطة.

يظن إنه ذكي، وهو فيه من الحمق ما فيه، يعتقد أنه هو الأصح والأصلح، وأن رأيه دائمًا هو الصواب، حتى أنه يقاطعك وأنت تتحدث، ويجور على حقك في إيصال فكرتك، لأن فكرته هي الأفضل.

فضولي مغامر ومقامر وغبي، وفي نفس الوقت فنان ومبدع، أقصد مبدع في الغباوة طبعا، والأدهى أنه يخرج من المشكلة ولا يعترف بخطئه أبدا.

“شالبربش” كان ينتظر الأوتوبيس على المحطة كالمعتاد كل يوم وهو ذاهب إلى عمله.

يأتي الأوتوبيس مسرعًا، فيتكور الناس داخله، ويقف سعيد على قدم واحدة؛ نصفه في الداخل، والنصف الآخر متعلق بحبال الهواء، ويمسك بيد واحدة.

تطير ملابسه في الهواء، وتلتصق في وجهه كرافتته العتيقة، (موديل سنة ثلاثين)

كما يطير الهواء شعره المنكوش المجعد، بالكاد يقف ويتوازن على باب الأوتوبيس.

يأتيه المحصل الذي يدخل بين الناس بكل خفة، ويلتصق أحيانا بأجسادهم التي يعتريها العرق، ووسط رائحتهم المختلفة؛ منها الحسن ومنها غير ذلك.

يا لها من مهنة شاقة!

لكنه في كثير من الأحيان ينجح في العبور بين الناس، وها قد وصل أخيرًا إلى شالبربش.

– تذاكر يا حضرات، تذاكر يا أفندي ياللي واقف على السلم.

= تذاكر إيه؟! انت مش شايفني واقف بنص رجل إزاي؟!

– أنا مالي يا أفندي، أنا عايز تذكرة علشان المفتش لو طلع ممكن يوديني في داهية بسببك.

= بسببي أنا؟! أنا مالي! ما الحكومة هي اللي مش موفرة لنا مواصلات آدمية.

– ياسيدي، ما تدخلنيش في السياسة، إديني تذكرة وريح دماغك.

= سياسة إيه يا عم؟! دي مش سياسة؛ ده حقي كمواطن، الدستور بيكفل لي كده.

– ياسيدي، أنا مالي ومال الدستور! أنا بقولك أنا عايز تذكرة، خليني أشوف شغلي الله يهديك.

= يهديني غصب عنك، ومش دافع غير نص أجرة كمان.

– نص أجرة ليه إن شاء الله؟

= لأني راكب بنص جسمي بس يا ذكي، انت مش شايفني؟! انت اللي مش هتجيبها البر، على جنب يا أشرف.

– أشرف؟ أشرف مين؟!هو كل السواقين لازم يبقى اسمهم أشرف؟

يقف أشرف في منتصف الطريق، يتوقف الأوتوبيس وَسط همهمات وسباب من باقي الركاب:

– ما تطلع يا أسطى، إحنا متأخرين على شغلنا.

ويقول آخر:

– سيبه يا كمسري، ده راجل غلبان.

يخرج “شالبربش” عن صمته ويقول:

– أنا مش غلبان، أنا مواطن يا مواطن، أنا لازم أدفع نص أجرة، أنا نصي التاني مش مستفيد من الأوتوبيس بحاجة، بقولك اطلع يا أسطى، نهارك مش فايت النهارده.

يتحرك سائق الأتوبيس فجأة بعد أن تسبب في تعطيل المرور لمدة نصف الساعة، ويتوقف أخيرا أمام القسم، ثم يسحب الكمسري شالبربش من ياقته إلى داخل القسم؛ حيث استقبله الضابط بالترحيب:

– أهلااااااا.. شالبربش، هو أنا يابني ما وراييش غيرك؟!

ثم صاح الكمسري:

– انت تعرف الواد ده يا باشا؟!

= أعرفه؟! ده هو اللي مشغل القسم، هو احنا ورانا غيره؟!سيبهولي واتكل انت على الله؛ ده حبيبي.

– مش لما تعرف هو عمل إيه الأول يا باشا؟

= لااااا، مش لازم تحكي؛ أنا هعرف الحكاية منه بالتفصيل، ياللا مع السلامة انت، وكمان عايز أعرف حكاية اسمه الغريب ده كمان.

بدت على المحصل فرحة وقال:

– ما أنا يا باشا، نفسي أعرف معنى اسمه أنا كمان.

ينظر شالبربش إلى المحصل:

– انت مش كنت مستعجل، وحضرة المفتش هيخرب بيتك؟!

في زاوية من القسم يقف بعض المجرمين داخل القفص، والعساكر التي تقوم بحراستهم، يقولون في صوت واحد: – واحنا كمان يا باشا، نفسنا نعرف معنى اسمه الغريب ده.

وفي زاوية ثالثة يقف بعض القراء الذين يقرؤون قصة شالبربش، وفي صوت واحد:

– واحنا كمان عايزين نعرف معنى الاسم الغريب ده يا باشا!

 

يوميات سعيد شالبربش

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

يوميات سعيد شالبربش .. الحلقة الأولى

يوميات سعيد شالبربش .. الحلقة الأولى
تصميم: مها شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top