وإن تكالبت الهموم
بقلم: مريم توركان
لا تحزن، إنْ ضاقتْ عليكَ الدنيا بما رَحُبَتْ، فرُبَّ ضيقٍ يعقبهُ مِن اللَّهِ مُتسعٌ يُنسيكَ ما مررتَ بهِ، فقط لا تستسلم لليأس، حارب بسلاحِ الأملِ، ودافع بقوّةِ إيمانكَ برَبِّكَ الذي خلقكَ ولن يُضيّعك
لا تحزن إنْ تكَالبت عليكَ الهُموم، فرُبَّ هَمٍّ ردّكَ إلى اللَّهِ وأشغلكَ عن معصيتهِ!
لا تحزن، إنْ بهتَ جمالكَ، ولا تكتئب إنْ سَكَنَ الحُزنُ عينيك؛ فالأرض تتغير بعدما تتأثر بعواملِ التعرية وهي هي، فما بالُكَ ببشرٍ مكنونه المشاعر ولُبّه الإحساس.
فالجمال يبهت حينَ تسوء الظروف، فتؤثر سلبًا على النفسية، والحُزنُ يسكُن الأعيُن حينَ يبلغ من العُمقِ أقصاهُ، لكنَّ الذي لا يبهت هو جمال روحكَ، وذاكَ هو الجمال الذي يَبقى، والباقي هو اللَّه.
أعلمُ مرارة الغصّة التي تُحنظلُ حلقكَ رغم مُحاولتكَ المُستمرة لسترها ببسمةٍ مُصطنعة.
لا تحزن، فكُلّنا هذا الشخص، كُلٌّ منّا لديهِ ما أغصّهُ، كُلٌّ منّا لديهِ ما بَهّتَ جمالهُ، كُلٌّ منّا لديهِ ولديهِ ولديهِ، لكنَّنا نتجمّلُ بالسترِ أمام بعضنا، لأنَّنا لا طاقةَ لنا بإزاحة ذلك الكمّ الهائل من الهُموم عن عواتقنا، إذًا ماذا نفعل؟
نلجأ للذي خلقَ الهُمومَ وخلقنا؛ فاللَّهُ وحدهُ هو القادر على أنْ يشملنا جميعًا برحمتهِ، فنهنأ ونسعد.
كُن واعيًا بأنَّ دوام الحال من المُحال، فتبسم ولا تحزن.