هي دُنيا بقلم: مريم توركان ريمونارف الأدبية ريمونارف

هي دُنيا

هي دُنيا بقلم: مريم توركان ريمونارف الأدبية ريمونارف
هي دُنيا بقلم: مريم توركان ريمونارف الأدبية ريمونارف
هي دُنيا

بقلم: مريم توركان

هي دُنيا

ما أحقرك، يا دُنيا!
لو يعلمُ المرءُ أنَّ لسانهُ يحلّ محلّ الأسلحة الفتّاكة في زهقِ الأرواح، لحاسبهُ على كُلّ حرفٍ قبل أنْ ينطقَ بهِ، أمَّا إنْ كانَ عالِمًا ويفعل، فالجزاء من جنسِ العمل؛ أي أنَّهُ سيُرزق بمَن يقتصّ منه، واجتنابه أولى من صِلته، وبالتأكيد حسابه على اللَّه.
رُبّ كلمةٍ أورثت بالقلبِ جُرحًا، وبالنفسِ كسرًا، وبالروحِ حُزنًا، وبالحلقِ غصّة، ثُمَّ أودتْ بالمكلومِ بعد أنْ أفقدته سلامه النفسي، وحقّهِ في النظرة الإيجابية للحياة التي هي أيَّام معدودات!
لا تعنينا الدنيا بقدرِ ما يعنينا رضا الرحمٰن، لذا فنحنُ بها ضيوف، ومن بابِ التأدبِ مع المُكرِمِ المنّان أنْ نُحسِنَ الإقامة قدر المُستطاع، وأدنى مراتب الإحسان بهذا الخصوص ألَّا يؤذي المرء غيره، لأنَّهُ كُلّما فعلَ أثقلَ حمله بنفسهِ يومَ القيامة.

هي دُنيا

دخلتْ امرأةٌ النارَ في هِرّةٍ؛ حينَ سلبتها حقوقها التي أحقّها اللَّهُ لها؛ فلا هي أطعمتها أو سقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاشِ الأرض.
فكيفَ بمَن يسلب إنسانًا أمنه وسلامه النفسي؟
بل كيفَ بمَن يسلب أبناءه حقوقهم ليعيشوا اليُتم وهو على قيدِ الحياة؟!
لا شيء يعود كما كان، وإنْ عادَ فليسَ كما كان، فمَن سُلِبَ أمنه، وظُلِمَ في صِدقهِ، من الصعبِ أنْ يأمنَ لغيرهِ، لكنَّهُ ليسَ مُستحيلا.
عزيزي..

أيا أُخيَّ..

هي دُنيا، فلا تُحاسب نفسكَ على صِدقها، ولا تُحاسب قلبكَ على بياضهِ، مَن غدرَ بكَ كانَ ناويًا ذلك مُنذُ البداية ولا مُبررَ للنذالة.
دعهُ للرحمٰنِ وأكمِل ما خُلِقتَ لأجلهِ، و لا تظنَّ باللَّهِ إلَّا خيرًا لأنَّهُ أولى بالجميلِ، ربما بلواكَ في قلبكَ سببًا لتطهيرهِ وتنقيتهِ ممّا عَلِقَ بهِ، ربما بلواكَ في نفسكَ هي في الأساسِ إغاثةٌ من اللَّهِ لكَ، فرُبَّ بلاءٍ غسّلكَ من ذنوبكَ وأبعدَ عنكَ من الشر ما لا يعلمهُ إلَّا اللَّه!

لا تندم

لا تندم على شيءٍ جعلتَ اللَّهَ شاهدًا عليهِ، ولا تعتل همَّ أمرٍ أوكلتهُ إلى اللَّهِ، ولا تطلب من عبدٍ وقد خلقكَ الرحمٰنُ وهو بكَ كفيل.
لا تغرنَّكَ الحياة الدنيا فهي إلى زوال، ولا يغرركَ الحال فدوامهِ مُحال.
ابتسم مهما حدثَ لكَ، احتفظ بأبيضِ قلبك، كُن على سجيتك، لا تتغير فأنتَ حَسن كما أنتَ، لا تعتل همًّا ولا تُضيِّف حُزنًا، عِش سعيدًا لأنَّكَ صابٌر، أمَا يكفيكَ حُبُّ اللَّهِ لكَ “واللَّهُ يُحِبُّ الصابرين”؟!
أمَا يكفيكَ أنَّ اللَّهَ.

هي دُنيا

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top