هي دنيا
بقلم: مريم توركان
خلل هرموني
حينَ تشعُر بصحتكَ، فاعلم أنَّكَ مريض؛ ففي طبيعةِ الحال لا يشعُر الشخص الصحيح بجسدهِ؛ إلَّا إذا مَرِضَ فعرفَ أنَّ هذا الألم يأتي من المعِدة، وذاك الوجع نتيجة تليُّف الكَبِد، كما أنَّ بعض المُتغيرات التي طرأتْ على الجسد ما هي إلَّا نذير يُخبر عن حدوث خلل هرموني.
سُبحانَ مَن جعلَ الألم دالًّا على ما يُعانيهِ الجسد!
نَحنُ نتحدّث بالكلامِ، وكذا الجسد يتحدّث؛ لكن بلُغةِ الألم، فانصتْ لجسدكَ جيّدًا لتعي قدرَ صحتك.
بشير خير
أذكُرُ حينَ أصابني الصُّداع لأوّلِ مرّة فرحتُ كثيرًا، وكُنتُ حينها حديثة عهدٍ بالدنيا، تعجبتْ أُمّي فأخبرتها أنَّ الصداع بشير خيرٍ بأنَّ الدماغ تعمل، والعقل يُمارس حقّهُ في التفكير.
له علاج
لا تحزن إنْ أصابكَ مرضٌ من الأمراض ما دَام لهُ علاج، وإذ لم يَكُن لكَ علاج لدى البشر فافرح، لأنَّ اللَّهَ تولّى علاجكَ بشفائهِ من فوقِ سبع سماوات.
تستطيع أنْ تجعلَ لنفسكَ جبالًا من الحسنات
أراكَ تتساءل: كيف؟!
الأمر بسيط
الأمر بسيط للغاية؛ فقط اجعل عينكَ على نفسكَ، وكذا لسانك وسائر جوارحك، فلا تجرح حياء أحدٍ، ولا تقتُل الأملَ بنفسِ أحدٍ، ولا تسترق السمع لأحدٍ وهو يُسرّ همسه، ولا تنظر لمَن فُضِّلَ عليكَ في رزقٍ ما، فلكُلِّ خيرٍ ضريبة ندفعُها في هذهِ الدنيا؛ أدناها الصّبر، وما أدراكَ ما الصّبر؟!
جبالا من حسنات
لتجعل لنفسكَ جبالًا من الحسناتِ؛ لا تُمزّق سِتر أحد، ولا تسخر من قليلي الحيلة، فأولئكَ مكتوفو الأيدي بفِعلِ الظروف.
لا تُجاهد لتعلمَ ما يحجبهُ الله عنكَ من أمرِ غيرك.
دع كُلا على راحتهِ، فجُلّ القلوب تئن بهمهماتٍ لا يَعلمُها إلَّا خالقها.
لتجعل لنفسكَ جبالًا من الحسنات، تأدب في حضرةِ البلاءِ، وارض بما قسمهُ لكَ ربّ السماء.
عِش حياتكَ مُبتغيًا رِضاهُ تَكُن من السعداء.
هي دُنيا، فلا تجعلها أكبر همّكَ فتُصَب بالعناء.
واجعل لسانَ حالكَ مُرددًا: رِضاكَ خيرٌ من الدنيا وما فيها.
هي دنيا
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا