نداءُ الروح
بقلم: عبد الله البنداري
نداءُ الروح
ناجَيتُ قَلْبيَ في اللَّيَالِي الساهِرةْ
كم سوف تَمضِي في الشُّجُونِ الدائرة
وتَعيشُ وَلْهَانَا تَنُوءُ بِمِحنةٍ
تَهْفُو لِحُلْمٍ كالطُّيُوفِ الطائرة
وَارَيتُهُ دون العيونِ وربما
شاعت به أَلْحَانُ شِعرِي المَاهِرِة
آلَيتُ أن أَمْحو الهوى مِن رُقْعَتِي
إلَّا هَوَاها في ضَجِيجِ الذَّاكِرة
أَلْفَيتُهُ يَحيَا كَأَوَّلِ نَبْضَةٍ
ما حَزَّهُ صَدُّ الحياةِ الجَائِرة
واليومَ أَكْتبُ في السُطورِ خَوَاطِري
وغدا ستحيَا كلَّ عمْري زَاهِرَةْ
داعَبْتُ في نَهْجِ القَصِيدةِ ذِكْرَها
ورَسَمْتُهَا بَدْرَا بِروحٍ حاضِرة
واستَنطَقَ القَلَمُ البَلِيغُ مِدَادَهُ
فَتَكَلَّمَت هَذِي الحروفُ الثَّائِرَةْ
لا لَستُ أَنسَى، لَستُ أَنسَى مَرَّةً
يومَ استَبَاحت ساحَتِي مُستعمِرة
صاغت بَدِيعَ القَوْلِ دُرًّا غالِيا
وتَمَازَجَت أَفكارُها في الخاطِرة
كَرَّت على قلبي الأَسِفِ سِهامُها
حتى رَمَتنِي باللِّحاظِ الآسِرة
فَغَدَوتُ في سِحرِ العيونِ أَسِيرَهَا
والشوقُ أَمْوَاجٌ تَتَالَت هادِرة
وتَهَدَّجَ الصوتُ الجَهُور لِحُسنِها
وطَفِقْتُ أَركُضُ في غرامِ الساحِرة
نَاخَت على بابِ الأَحبَّةِ نَاقَتِي
وبَقِيتُ رَهْنَا لِلدَّلَالِ الآمِرة
حتى حياتي دونها أَهْمَلْتُها
أَرنُو إلى عَيشِ الحياةِ الجَابِرة
وكَأَنَّمَا طَلَلٌ تَعود حيَاتُهُ
بَعد المَوَاتٍ مِنَ الدُّهُورِ الغَابِرَة
نادَيتُ روحا قد وَعَتْ لِمَقَاصِدِي
وتَحَسَّسَتْ هَمْسَ الحَنَايَا الحَائِرَةْ
يا رَبَّةَ الحُسْنِ البَدِيعِ تَقَدَّمِي
وهَبِي فؤاديَ مِن هَوَاكِ مَفَاخِرَةْ
وهَبِي حياتيَ مِن وِدَادِكِ قَطرَةً
فَعَسَى يَبَابُ العمْرِ تُنبِتُ نَاضِرَةْ
دَارَت مع الأيامِ روحي واصطفَتْ
كلَّ الذي يُرضِي جُمُوحَ الطاهِرة
ومُلِئْتُ مِن شيءٍ مَضَت أَلْحَانُهُ
إلَّا صَدَىً عَبْرَ العصورِ العَابِرَة
كلُّ الجَوَى دَوَّنتُهُ في مُهْجَتِي
فَمَتى لِقَائي يا هَوَى، بالشَّاعِرة
نداءُ الروح
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا