الســـــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من للإسلام إن لم نكن نحن؟
كلمات سمعتها وأنا صغيرة؛ تقريبا كنت في السابعة من عمري، وما زال صداها يتردد:
“من للإسلام إن لم نكن نحن”
هل تعلم قصة هذه المقولة؛ ومن قائلها؟
كثير يعرف من القائل وهناك من يقول: لا
إذا هيا بنا معا لنعلم؛ ما سر هذه المقولة؟
ولا تنـــسى أن تشدد الحزام حتى لا تتفلت أفكارك، واجعل تفكيرك معنا، ولنبدأ على بركة الرحمن..
كانت هناك قوة يطلق عليها التتار، قاموا بغزو بلاد المسلمين؛ بخارى، وبلد مرو، مرورا ببغداد وغزة، وغيرهم من البلدان، انتهكوا حرمات المسلمين، لا يميزون بين طفل وشيخ؛ وكأنهم وحوش في غابة، قتلوا، وقتلوا، وقتلوا؛ حتى وصل عدد القتلى في إحدى البلاد التي ذكرتها إلى 700 ألف، وفي أخرى مليون شخص أو مليونين..
أي ذل هذا!
وكأن ما نتحدث عنه يشبه حالنا اليوم؛ نعم، قوة أذهلت الجميع، وقتلت الكثير، ورملت النساء، ويتمت الأطفال
قوة عظيمة لكن من لها، ومن يتصدى لهذه القوة؟!
حينها خرج قطز؛ ملك مصر براية الإسلام؛ فمن لهذه القوة، إن لم نكن نحن؟!
قــال مقولته: “منْ للإسلام إن لم نكن نحن” وخرج على بركة الله.
لله درك يا قطز! فما أروعها من كلمات!
(من للإسلام إنْ لم نكن نحن؟)
نعم يا فارس الإسلام، من للإسلامِ إن لمن نكن نحن؟
من لهذا الدين الجريح يضمد جرحه، ويكفكف دمعه؛ بعد أن ضاعت هيبته بكيد أعدائه، وجحود أبنائه، إن لمْ نكن نحن؟!
من لأراضينا التي اغتصبت، وأعراضنا التي انتهكت، إن لم نكن نحنُ؟!
من لأنات الثكالى، ولأهات الصبايا، إن لم نكنْ نحن؟!
من لأطفال يتامى، ولشيوخ مستضعفين، إن لم نكنْ نَحن؟!
من لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حوربت، وعرضه الذي تحاول الكلاب أن تنهشه في صحفهم وإعلامهم، فمن لعرضه صلى الله عليه وسلم إنْ لم نكنْ نحن؟!
من لمحارم الله التي تنتهك، ومن للمعاصي التي ترتكب، إن لم نكن نحنُ؟!
من لأمتنا التي تعاني قهرا وتعسفا، وانحطاطا وتخلفا، وانحرافا وضلالا، وفقرا وجوعا، إن لمْ نكُن نحن؟!
أخبروني إخوتي؛ فما المعنى بأن نحيا دون أن نُحيي بنا الدينَ؟
وما المعنى بأن نَجتَرَّ مجدا ماضيا فينا؟
وحين نُطلِقُ الآهاتِ ترويحا وتسكينا، أينفعنا انهمار الغيث إن ماتت أراضينا؟!
وما الجدوى من الأفكار؛ ما جدوى المربين؟!
أكانت حرقة الإيمان تزييفا وتلوينا؟!
أكانت رنة القرآن ترديدا وتلحينا؟!
أكانت تلكم الأفواج أرقاما تسلينا؟!