من تدخل فيما لا يعنيه
بقلم: نشوة أحمد علي
– من تدخل فيما لا يعنيه، سمع ما لا يرضيه
— آه.. ما انا عرفت
كنت مسافرة.. ووقت الترانزيت قعدت في المطار، في بلد غريب؛ ناس وجنسيات مختلفة.
مركزة مع بناتي بس كالعادة، لحد ما سمعت ولد جنبي بيكلم واحدة ست ماسكة موبايل، وبيقوللها شيريه ( أنشريه) وبيضحكوا..
لفت نظري الموقف وتتبعت نظراتهم؛ لقيت الست دي بتصور طفلة قاعدة على كرسي قصادها، بين ناس كتير، البنت كانت نايمة، والطبيعي مش واعية لوضعها، يعني لو أمها شافتها أو حد يهمه أمرها هيظبط نومتها..
قاعد جنب البنت دي راجل، توقعته والدها، وحواليها ناس، افتكرتهم أسرتها..
غيرتي على البنت خصوصا؛ إني بقيس دايما الموقف على نفسي أو بناتي أو أهلي، دفعتني إني أقوم للست دي وأنذرها، وأقوللها:
– بصفتك إيه تعملي كده؟
قالت بثبات، بلهجة مغربية:
– مامتها..
قولتلها:
– مش مصدقاكي، مفيش أم تعمل كده مع بنتها!
وأمرتها بمنتهى التهور تمسح الفيديو، وإلا هبلغ أهل البنت
انجعصت في قعدتها وقالتلي:
– اتفضلي، اعملي اللي تحبيه..
كملت بنفس ريتم الاندفاع، (وأموت وأعرف مين اللي زقني؟!)، ورحت للراجل اللي جنب البنت، وسألته:
– دي بنتك؟
رد بلا مبالاة:
– لأ..
طبعا ما بصيتش ناحية الست اللي أولادها التانيين اتجمعوا حواليها يتفرجوا على طنط المتهورة (محسوبتكم؛ أنا)
وما لقيتش قدامي غير إني أصحي البنت بنفسي بعد ما ظبطتها وهدهدت عليها، وسألتها:
– ماما فين يا قطة؟
فتحت عينها وفركتها شوية، وبصت من غير تردد ناحية مكان الست دي، وشاورت عليها
وأنا لسان حالي بيقول:
– يا كسفتك، يا حازم حازم!
اعتذرت للست.. بس معرفش ليه بناتي كانوا طول اليوم يقولولي:
– يا ماما، وشك أحمر أوي وسخن، وكأنه مطلع صهد!!!
ربنا ما يوريكم
أنا اتحطيت في موقف الناصح كتير، مع ناس كنت فاكراهم قريبين، اتعشمت في إنهم يستمعوا ويتفهموا نيتي، لكن حذروني من إسداء النصح مرة تانية، إذ لا أتقنه، فما بالكم بناس معرفهمش ولا يعرفوني؟!
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا