مملكة على المحك
بقلم: تامر شبل
لماذا أتيت؟
بعدما خاض حربا لا يقوى عليها إلا القليل ممن يمتلكون مثل عزمه، وسباق على حياة لن تسع الجميع، فلا خروج من مضماره إلا بأحد أمرين؛ إما الوصول للهدف، أو الهلاك تحت أقدام المنافسين.
والراية التي ضُربت على قمم همتهم، قد نُحِت عليها أحرف البقاء للأقوى بحد اليقين.
قتال عنيف، وكر بلا فر، وتدافع يقسم العزم، وبنيان ينهار من التعب، ولا استسلام لمن يحبو إلا أن يُدهس تحت الأقدام، وعلى مرمى البصر؛ بعدما هلك الجل، تظهر مشارف المملكة، وتاج النجاة المُطيب لمن يُفتح له الباب.
سقط الصامدون خلفه من الإعياء، وعلى أعتاب القلعة المحصنة تنفس الصعداء، فزفر زفرته داخل مملكته، وبدأت الطمأنينة تسري في عروقه.
لم يلتفت إلى جبال الهالكين خلفه، ولم يعد يتذكر شيئا من تلك المعاناة.
أُقيمت له الاحتفالات، وأُعلن اسمه ملكا متوجا بلا منازع، لكن السؤال هنا:
هل سيثبت ذاك المقدام بلا حراك حتى يباغته الموت؟!
يأكل ويشرب ويذهب للصلاة، فينتهي أجله وهو لا يبالي إلا بنفسه، فيذهب بلا أثر يستمر في العطاء!
لم يكن نجاحه في رحلته الشاقة من صلب أبيه، حتى استقر في مملكة البويضة المحصنة بين ترائب أمه، ثم يُتوج بتاج الحياة عبثا.
لقد أراد له الله الخالق أن تبدأ رحلته في حقبة زمنية هي الأنسب له؛ فإما أن يعمرها بعبادة الله، وبذل كل المحاولات لنفع مَن عاصروه ممن يجهلون قدر تتويجهم بتاج الحياة،
ويزاحم المشاة بموضع قدم على السُّبل، ويجعلها في طريق مكارم الأخلاق والفلاح كما أمرنا الله، وإما أن ينفد ما تبقى له من زاد يستعين به في رحلة العبور المنشود، بلا نفع يروي الخير في قلوب الناس.
إن أقدار الله العليم كلها خير، وتَرَك لنا الخِيَرة في المُعتقد والفعل، والله عزيز غني عن كل خلقه؛ وإنما يريد لقلوب عباده الحياة.
مملكة على المحك
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا
عنوان جذاب لكلمات متميزة ما شاء الله
بارك الله لك وحفظك