لا يضرهم من خذلهم
بقلم: تامر شبل
صوت الرصاص أرعد فرائصها، زلزل أركان قلبها، فهرعت إلى ابنتها الصغيرة التي تصرخ من هول الموقف!
الأب المفزوع ينادي على أولاده ليجمعهم، وعينه تبحث عن مكان آمن يلجئون إليه، لكن لا مفر.
تحتضن الأم أولادها، والولد يحتمي بظهر أبيه، دوي الانفجارات أصبح سيد الموقف، الدموع تنهمر على وجوههم، إلا وجه الأب، فلا مجال للبكاء ولا النحيب.
فكم رأى العالم عبر شاشاتهم معاناتهم ولا مغيث، والعرب تشجب وتلوح بالشال والعلم في حشد مهيب، وبعد انتهاء الحفل يعود على الوسادة الضمير، وشعوب مقيدة، وبالدمع أعينهم تفيض.
تقدم الأب محاولا الخروج بأهله من بين هدم بيت، بالأمس كان آمنا، خرجت الأم ترتجف، وفي يديها ابنتها والصغير، وسلاح الغدر طال البيت، فكان للأب وأولاده قبر بلا كفن ولا تغسيل.
خرجت الأم ودموعها تخط في قلب ابنتها الصمود، وكيف تصنع من أولادها رجالا، كصغيرها الذي يمسح دمعها بكف، وفي الآخر حجر من الهدم سيكون يوما في قلب العدا طوربيد.
فليصمت العالم كما يريد، وليشاهد أبناء الجلدة تلك المجازر من بعيد، فاليقين أن الغوث من رب العزة القدير، وأنهم هم الجند المظفر ومَن عاونهم، وإنما الحرب جولات، فاليوم ظلم وقهر يهزمه الثبات، وغدا النصر الأكيد؛ وإن باغتهم الممات..
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا