قل يا رب

قل يا رب

قل يا رب
قل يا رب
قل يا رب
حينَ تَضيقُ وتشتدّ حتّى أنَّكَ لا تجد لها حلًّا، فاعلم أنَّ اللَّهَ قد أَذِنَ للبلاءِ بالجلاءِ، فتشعُر بأواخرِ لحظاتهِ وكأنَّها أعوامًا بالكادِ تنقضي، لكنَّها ستنقضي..
أجل.. ستنقضي وحينها فقط ستعلم لماذا حَدَثَ هذا؟ ولِمَ لم يحدث ذاكَ؟ وعَلَاَمَ ذلك الشعور الذي طالما رافقَ القلبَ سنوات؟
إنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ عبدًا ابتلاهُ، ولم يُحدد سُبحانَهُ نوعًا بعينهِ من البلاءِ، لكنَّهُ عزَّ وجلّ تركها على المُطلَقِ لتنوعِ الابتلاءات بينَ البشر، فهذا مُبتلى في مالهِ، وذاكَ في ولدهِ، وتلكَ في أبيها، وذلك في صحتهِ، وهذهِ في رزقها، وآخر في قلبهِ…
تنوعت الابتلاءات والجبّارُ واحدٌ.
كم من ليالٍ مرّت ظنناها لن تمُرّ، لكنَّها برحمةِ الرحمٰنِ مرّت!
كم من أيَّامٍ فاتت ظننا أنفسنا لن نحيا بعدها ثانيةً، لكنَّها انقضت، وأحيانا اللَّهُ كما يُحيي الأرضَ بعد موتها!
سُبحانَ مَن إذا آلمكَ قدرُهُ أرضاكَ قضاؤه!
لا تقنط من رحمةِ الله، ولا تموتنَّ إلَّا وأنتَ مُحسن الظنَّ بهِ سُبحانَهُ، ولا تسخط من قدرهِ، ولا تندم على الصّبرِ بُغية وجههِ، ولا تشكوهُ للعبيدِ بالتذمُّر وعدمِ الرضا بقضائهِ.
فقط قُلْ يا ربّ
قُلْها من صميمِ قلبكَ
قُلْها بفؤادكَ
قُلْها برَّوحكَ
قُلْها بوجدانكَ
قُلْها بجوارحكَ
قُلْها بكُلِّ ذرّةٍ من كيانكَ
قُلْها ولن تندم
قُلْها مُختلطة بعَبراتِ التوبة من كُلّ ما لا يُرضيهِ سُبحانَهُ
قُلْها بينكَ وبينهُ في سجدةِ محبة وفضفضة؛ تشكو لهُ سبحانهُ ما أثقل القلب، وآلمَ الرّوح، وكادَ أنْ يَهدِمَ البُنيان
حينها سيطمئن قلبُك، وتهدأ نفسُك، وتَسكُن رّوحك.
اللهمَّ، رِضاكَ نرجو، فأعنّا على فِعلِ ما يُرضيكَ، واعصمنا من كُلّ ما يُغضبُكَ بحقِّ قُدرتكَ على كُلّ شيءٍ، وأنتَ على كُلّ شيءٍ قدير.

 

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

يمونارف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top