قبل الموت بقلم: نهلة الهبيان

قبل الموت

قبل الموت
أتمنى قبل الموت أن يمن الله علي بفهم سيكولوجية
ودوافع ومتعة الشخص المفرط في إخفاء كل أموره
عن الآخـرين؛ حد الاختباء عنهم ومقاطعتهم فجأة؛
كي لا يخونه لسانه بشيء منها في وجوده معهم!
ترى ذلك منه وتعلم يقينًا أن بسلوكه هذا يخبرك
أصلا دون أن يدري بأن ثمة حدث فارق معه في حياته.
في حين أنه هو هو نفس الشخص الذي تجد كل جوارحه
راشقـة ومتوغلة في تفاصيل حياتك، وعلى كل وجـه يتلون؛ ليعرف أكثر فأكثر بمجرد أن يشم رائحة موضوع يخصك، بل وإن أكدت له بكل صدق أنه لا شيء جديد،
وصدقته القول الذي ليس من حقه الحديث فيه، فضلا عن السؤال عنه، فإن لم يستطع منك بلوغًا لمراده، نسج خيالًا وألبسك إيّاه.
أحيانًا كثيرة أكاد أذهل حرفيًّا من هذه الأدمغـة؛ كيف لها هذا؟!
وكثيرًا ما أشمئز من مثل هذه النفوس، فأتذكر أيامي الخوالي؛ حيث البعد عن المخالطة ولؤم الناس.
فوالله ما وجدت الغـربة يومًا كربـة؛ كما كنت أسمع ممن حولي، وكنت أقول لعلهم يخزون العين بمقولتهم تلك؛ كما هو شائع.
إلا أني أكتشف كما ربيت فيها على الطيبة وصفاء النفس؛
فإنهما من المأسوف عليهما الآن في طبعي، وكما هيأت لي فيها ممارسـة الصـدق دون تردد، أصبحت اليوم ينصب لي به الشباك.
وكما تصدقت علي فيها براحـة، ها أنا أدفع ثمنها اليوم؛ ضيقًا بكل مخالطـة ليس لله فيها نيّة؛ لا من قريب ولا من بعيد!

 

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

قبل الموت بقلم: نهلة الهبيان
قبل الموت
بقلم: نهلة الهبيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top