تسألني أختى:
– ما أخبارها غزة؟ وكيف هي بسمة البلد؟ وكيف حال الأهل والولد؟
فجاوبتها والدمع يبلّل الكلام:
= ما أقول لك عنها؟ اسمعي كيف هي غزة:
صبية في ريعان شبابها ترمّلَت، طفلة في أولى خطواتها تيتّمَت
غزة.. بدماء شهدائها توضأت، وبدماء شهدائها تخضبت
في غزة، نلبس أكفانا تحت الثياب، ونعلق نعوشنا مع المفاتيح عند الباب
في غزة، البناء يحمي البناء، أمطر صيفها، وأزهر فيها الشتاء
تقدّس ترابها، وأصبحت قبلة الشرفاء
تموت ولا تركع، ولو علا صوت المدفع
هي الساجدة، هي العابدة، هي الصابرة، وهي المحتسبة عند ربها
لا تعرف النوم، وهي تحضن أهلها وشبابها، أطفالها ونساءها، وتشكو آلامها وأوجاعها لله رب العالمين
قلعتها تبكي، وحاراتها وشوارعها تئن وتشتكي
آاااااه من قلب غزة!
ألا تسمعون؟!
ماتت ضمائركم؟!