غريب رغم أنفه بقلم: الزهراء محمد سعيد

غريب رغم أنفه (الجزء الثالث)

غريب رغم أنفه
غريب رغم أنفه بقلم: الزهراء محمد سعيد
غريب رغم أنفه
بقلم: الزهراء محمد سعيد
الجزء الثالث
كانت تطلب مني العودة في عيد الأضحى، الشهر القادم، لكن والدي رفض بشدة؛ متعللا بعملي، وأنني يجب علي الحفاظ على راتبي.
تنهدت بحزن واستسلام.
مرت ساعات حتى وصل “ماتيو” زميلي الآخر، وقد حان وقت راحتي، كنت أتضور جوعا، ابتعت شطيرة جبن، وفنجان قهوة، وجلست فوق أحد المقاعد الخشبية التى تظلها فروع شجرة كبيرة، التهمت شطيرتي سريعا، وارتشفت خلفها القهوة؛ كي أخرس صوت معدتي التي ما زالت جائعة.
ذكرتني بالساعات التي قضيتها في عرض المحيط، وتساءلت:
– كيف قاومت الموت لساعات، متمسكا بلوح خشبي من بقايا القارب؟!
وكيف ألهبتني الشمس الحارقة؛ لتزيد احساسي بالظمأ؟!
لا أعلم كيف نجوت؟!
لعلها دعوات أمي الحنونة، ووجه حبيبتي الذي رافقني طوال الطريق، وقبل استسلامي للموت وصلت إلى أحد السفن المارة بموقعي بالصدفة، كنت في حالة يرثى لها، حتى انتشلني ذلك الرجل “فرانسيسكو”
لم أنس وجهه أبدًا، ملامحه محفوره بعقلي؛ مرتبطة بنجاتي، وقبلة الحياة الخاصة بي.
منذ تلك اللحظة بدأت رحلتي، وقد ساعدني “فرانسيسكو” وألحقني بالعمل هنا، قطع تفكيري دقة هاتفي؛ إنها رسالة جديدة، إنه عمر:
(أخي علاء، أريد بعض المال للانتهاء من إعداد مسكن الزوجية، اقترب موعد الزفاف ولم أنتهِ بعد، عجِّل بإرسال الأموال).
لماذا لم يسألني عن حالي؟ لقد اشتقت إليه؛ فكيف لم يغلبه الشوق مثلي؟!
هززت رأسي واستطردت:
– لا بأس، إنه أخي الصغير، كان الله في عونه؛ فأمامه التزامات كثيرة.
اقترب رجل لاهث منحني الظهر، شعره أبيض كالثلج، جلس على المقعد بجواري، هدأت أنفاسه رويدا رويدا، حتى سكن صدره، ثم نظر إلي وألقى علي التحية، أجبته، وعدت لشرودي من جديد، فبادرني قائلا:
– أنت عربي؟!
يتبع
تصميم الغلاف: مها شاهين

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top