– أراكِ كل يوم مثقلة، معبأة بهموم الكون، ويأتي يوم أراكِ وكأنك طفل فرح على وشك الطيران بلعبة جديدة، وأشخاص جدد.. فماذا تفعلين، ولمَ تختفين هكذا؟ هل أصابك مكروه؟!
— وهل تسأل للاطمئنان أم فضولا؟!
– لا.. إنه فقط فضول قلبي عليك.
— أستيقظ كل يوم لأذهب إلى عمل، وأقابل أشخاصا كثيرة؛ كل منهم يدخل إلى أفكاري وعقلي وقلبي، ويفعل ما يفعل من حكايات وأقاويل وغيره وغيره.. فأعود أنا إلى منزلي مثقلة بهموم غيري، لأغلق عقلي وأفكارى.
صرت كل يوم أغرق رأسي تحت صنبور مليء بمياه جديدة؛ تنير وجهي وتجعلني أعيش دنياي سعيدة، غير مهتمة بما يدور حولي، ولا أريد حتى أن أهتم، وهذا هو ما يجب أن تفعله أنت أيضا.
– ماذا يجب أن أفعل بالضبط، فلقد أعجبتني أفكارك؟
— اجلب الكثير من مفاتيح عقلك إلى هنا، وكل يوم اغلق على عقلك البائس الحزين، ولتغتسل من آلامك وأوجاعك وأفكارك الموحشة المؤلمة، لتفيق من بعدها وكأنك شخص آخر؛ دون أفكار سيئة أو حتى مفرحة.
تعيش يوما جديدا، بفكر جديد وعقل جديد، لتستمع إلى ترهاتهم اليومية ومشاكلهم الجديدة، لتعيد يوما آخر كهذا وتنهيه، بمفتاح آخر ملقى في مياه بيتك..