عاشقٌ أَمْ فاسِق
بقلم: عبد الله البنداري
قالوا تَعَشَّقَ ذا الفَتَى ويُراهِقُ
ولقد سَرَى فيه الغَرامُ الدَّافِقُ
لم يُنصِفُوا مَن هَرطَقُوا بِمَقَالَةٍ
يَحكِي بها حين الفَراغِ فَوَاسِقُ
بل وَاهِمٌ مَن ظَنَّ أني عاشقٌ
والشوق في حرفي دليلٌ زَاعِقُ
يا أيها المَغْبُونُ مَهْلاً واستَمِع
ما كلُّ مَن صَقَلَ القَرِيضَ يُرافِقَ
أَغراكَ حرفٌ شَيِّقٌ في قِصَّةٍ
مِن وَحي أفكار العقُولِ تُعانِقُ
فاقرأْ قَصائديَ التي دَوَّنتُها
تحت الظِّلَالِ ولم أَكن لِأُنافِقُ
أَتقَنتُها جَوفَ الظلامِ بِمِحنةٍ
يَشقَى بها الحُرُّ الأَبِيُّ الشاهِقُ
كانت بَلَاءً والجسُومُ تَضَعضَعَت
فيها سوى الأفكار حين تُسَارِقُ
فافهَمْ هُدِيتَ الرشْدَ يا هذا إذا
أعمَاكَ قَولُ (الهَيتِ).. أم مُتَحَامِقُ؟
إنّي وإن صَفَعَ الزمانُ نَوَاصِيَاً
ما زِلتُ أَركُضُ في المَدَى وأُسَابِقُ
وجِنايَتِي ليست نهايةَ قِصةٍ
يَحكِي بها الجُلَّاسُ والمُتَرَاشِقُ
بل قد نَظَمْتُ فُصولَها في حِرفةٍ
إن كنتَ تَفهَم أيها المُتَحاذِقُ
يا قلبُ ثِقْ في الله لستَ مُجَرَّمَا
أعياكَ حقدٌ أم جَهُولٌ آبِقُ؟!
أمَّا وإن هَتَفَ الفؤاد لِوَردَةٍ
ما حِيلَتي والعِطر فيها عابِقُ؟
وتَمَايَلَت في حُسنِها وتَبَسّمَت
والسحرُ لِصٌّ للفؤادِ وسارقُ
مَهمَا التَقَت تلك القلوبُ شَبِيهَهَا
مِن كل مَعصِيةٍ لَها سَتُفارِقُ
لكنَّني ما كنتُ أَشجبُ مَرَّةً
مَهما تَطَاوَلَ حاقِدٌ أو مَارِقُ
هَذي الحياةُ كَئيبةٌ يا وَيلَتي
لا نَاصِحًا بالخير فيها صادقُ
لا صاحبًا تَلْقاهُ كلَّ عَشِيَّةٍ
كلّا ولا فيها صَدِيقٌ سامِقُ
يَتَهَامَسون ولَهوُهُم في غَيِّهِم
وزَعيمُهم عند التَّخَاصمِ نَاهِقُ
يا أيها الشِّعر الذي قد حَزَّهم
هل أنتَ حقّاً لِلتَّنَطعِ حارِقُ
ولْيَحكم العقَلاءُ بين مُرَادِنا
هل عاشقٌ خيرٌ هُنا أم فاسقُ؟
عاشقٌ أَمْ فاسِق
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا