صديقي البعيد
بقلم: سماح رشاد
يقولون “صباح الخير” بهذا الوقت، وبكل الأيام، لذا “صباح الخير”
حالفني الحظ المرة السابقة، ولم تقبع رسالتي سوى دقيقة بصندوقك، أو ربما تسلمتها باليد، لا أعلم.. لكنها وصلت سريعا؛ بطريقة لم أتمناها، لكني حظيت بها.
تعلم عندما تبحث عن أذن تصغي، وتطبق فمها بعد أن تسمع، أي تحتفظ بالكلمات ولا تغادرها.
تعلم أن البعض يعاني، يعاني بخياره أو بتوهم أنه مسير في المعاناة، لن أقول أني مخيرة في معاناتي، بل مسيرة من سلطة أعلى من سلطة الخيار ورفاهيته.
قلبي اختار أصعب النبض والحب والشخص، كأنما أعاقب على شيء لا أدري ماهيته، أو متى اقترفته، أحيانا أشك أني أعاني من كثرة تعودي على ألم هذا الأمر بي، اعتدت الغياب والانتظار والصبر على المسافات، على الكبر وغرابة الأطوار، أحتاج أحيانا إلى من يضغط على أماكن وجعي، لأشعر الألم المتجذر الكامن.
المعاناة في هذا المخلوق كأننا جبلنا عليها، تورثنا آلام الشوق والوحشة والوحدة، كم من مرة تكابد ألا تتنازل وتدنو منه، ألا تقول أشتاق، ألا تقول كن بالقرب، ألا تقول يا أنا سئمت المسافة.
الكبرياء تداوي أفكار الضعف حينا، وحينا آخر تسقط في غيابة جب الوجد.
لا أعلم، لم أسرد عليك إرهاصات تلك المشاعر، أظن أنها غير حقيقية، أو أنها ضرب من جنون كاتبة، أو سأقول لأبرئ نفسي من الجرم، هيا هذه مادة وفكرة جيدة لنتدرب على الكتابة، ما رأيك في الفكرة؟
نعم.. مطروقة، وهرست آلاف المرات، لكن ما الضير في الخوض في معاركة كتابة نص، أن تنزفه من الأساس؟ أظن لا بأس، حقا لا بأس..
أرجو أن يتأخر صندوق البريد في ايصال هذه الرسالة بعد أن تحتسي قهوتك، حتى تروقك كلماتي الجيدة، نعم جيدة، ولا تنعتني بالمغرورة مزحا، بل أنا مغرورة حقا بامتلاكي لجرأة بث مشاعري وجرأة سطرها، لتراها عيونك بكل هذا الفضح.
وأخيرا..العطر على الرسالة لا يشم بل يشعر، قل لي ماذا تشم من شعور، لن أثير جنونك وحنقك أكثر، فصباحك خير؛ كما يقولون بهذا الوقت..
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا