سياف الألم المجهز   

سياف الألم المجهز

بقلم: خالد الدسوقي

سياف الألم المجهز

الألم

الألم.. هو ذلك الشعور البغيض الذي يجتاح فؤاد المرء حينما تمر عليه لحظات الحزن، حين يسير بمناحى الحياة المتعددة. ذلك الشعور الذى يتغلغل بداخله جراء انصدام روحه بصدمة نفسية شديدة؛ ولدتها صروف الحياة، فيكون أشبه بظلام معتم أحاط بالمرء، جاعلا منه شخصا تعيسا وحزينا، ليستمر ذلك الشعور في السريان أكثر فأكثر نحو الفؤاد، حتى يصل بالمرء إلى الشعور بالمرض العضوي، بعدما تشبعت روحه بالمرض النفسي العميق.

أنواع الألم

قد تختلف أنواع الألم، وكذلك طرقها، لكن يظل هو ذلك الشعور المؤلم المروع، الذى شاهدته ذات يوم..

وكان ذلك في إحدى ليالى الصيف الحارة، حين كنت أسير في طرقات وأزقة قريتي برفقه أحد أصدقائي، وصادفنا منزلا عريقا أنيقا، فحدثنى صديقي بصوت يعتريه الحزن مشيرا إلى المنزل:

– هل تعلم لمن هذا المنزل؟!

أجبته مستغربا:

– كلا.. لا أعلم.

— كان بالماضي لعائلة ميسورة الحال، لكن هيهات للدهر أن يترك هذا الرغد على حاله؛ قيل أن عيون الحاسدين ترصدتهم، حتى تحولوا بين ليلة وضحاها إلى حياة بائسة، وتركوا البيت لغيرهم، ثم نخرهم الألم النفسي والجسدي، بعدما توفي أحد الأبوين، وتكالبت عليهم الديون.

أحداث مشابهة

وفي التاريخ أحداث كثيرة مشابهة، لأناس تحولت حياتهم إلى بؤس جراء نظرة البشر لهم، كما حدث للسلطانة خديجة، زوجة الصدر الأعظم إبراهيم باشا، وشقيقة السلطان سليمان القانوني؛ تلك المرأة التى امتلكت كل شيء بعصرها، فهى ابنة السلطان سليم الأول، وشقيقة السلطان سليمان القانوني، وتزوجت حبيبها وعشقها الأول، الصدر الأعظم إبراهيم باشا.

الألم النفسي

سيطر الألم النفسي عليها وهى في ريعان شبابها، حينما أقدم شقيقها السلطان على اغتيال زوجها، عندما سمع أنه يجهز لخيانته، ليحول حياة شقيقته إلى بؤس دائم، فتختفي السعادة التى لازمتها طيلة حياتها، وتصير مريضة للغاية، منعزلة عن العالم، حتى انتحرت جراء حزنها الشديد..

السياف الياباني

فما أغرب هذا الشعور المفجع، المتمثل بالألم! الذى يدمر المرء محولا إياه إلى شخص شبه متوفى، متغلغلا بجسده وروحه، ومقطعا إياها كالسياف اليابانى الذي عرف قديما باستخدامه الماهر لسيف الكاتانا الأسطوري، مقطعا أعداءه.

فما أشبه اليوم بالبارحة!

سياف الألم المجهز

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا