الجزء الأول من سلسلة “حوار مع رفيق الدرب”
ملحوظة..
هي قصص من وحي الخيال؛ لا تعبر عن زمن أو بلد أو شخوص بعينها
المجاهد: فتاتي، كيف حالك اليوم؟
الفتاة: بخير؛ ما دمت معي، وأنت.. كيف حالك اليوم؟
المجاهد: بخير والحمد لله، يا رفيقة دربي، ماذا تفعلين الآن؟
الفتاة: لا شيء، وأنت.. ماذا تفعل؟
المجاهد: لقد رجعت من المعركة قبل ساعة، وأرحت جسدي قليلا، ثم جئت لأطمئن عليك.
الفتاة: حماك الله وحفظك من كل سوء.
المجاهد: سلمتِ أريد أن أخبرك أمرا هاما.
الفتاة: تفضل.. أسمعك جيدا
المجاهد: لا أعلم كيف سأبدأ؟
الفتاة: ما بك؟ هل حصل معك شيء؟
المجاهد: لا، الأمر لا يتعلق بأحد؛ إنها أمي
الفتاة: أخبرني.. ما بها أمك؟! سيتوقف قلبي
المجاهد: لا تقلقي هي بخير؛ لكنها…
الفتاة: لكنها ماذا؟ أقلقتني كثيرا!
المجاهد: أمي قررت أن تزوجني بك، ولكن…
الفتاة: ولكن ماذا؟! هل هناك شيء؟
المجاهد: كل ما في الأمر أنني لا أريد أن أظلمك معي، أنت تعرفين جيدا أن هذا الطريق طريق راحلين
الفتاة: تظلمني؟ ! قل لي بربك.. أي ظلم هذا؟ إذا سأعيش في ظلمك ولن أبالي
المجاهد: افهميني أرجوك جيدا، ودعي عواطفنا جانبا، تعلمين أني مجاهد، وطريقي طريق راحلين بلا عودة، ماذا تريدين؟ أن تتزوجي يوم أو يومين ثم أرحل، واتركك تحترقي بنيران الشوق والألم؟! أجيبيني..
الفتاة: اليوم واليومان عندي أعوام، أنا أقبل العيش معك
المجاهد: هناك حواجز كثيرة تمنعني من الزواج
الفتاة: إذا.. أرني تلك الحواجز لأكسرها لك
المجاهد: أول تلك الحواجز أني مجاهد، والناس لا تقبل أن تزوج بناتهم من مجاهدين، حتى لا تترمل بعد فترة
الفتاة: دعني ودع الناس، أنا لا أهتم بما يقولون، وبما يفكرون، والآن قد كسرت أول حاجز، أكمل
المجاهد: فعلا أحب أنثى عنيدة..
ثاني الحواجز هي أني كثير الغياب، وأتنقل من مكان إلى آخر في كل ليلة، وأغلب وقتي أقضيه خارج المنزل، فماذا ستفعلين في غيابي إن بقيتِ وحيدة؟
الفتاة: ومن قال أني وحيدة؟! أحببت روحك وليس جسدك؛ مهما غبت ستبقى روحك وهمساتك بجانبي، لن أشعر بالوحدة، سأبقى مع ربي أدعو لك أن تعود لي سالما
المجاهد: أليس كل هذا عذابا؟ ما الذي يدفعك لتصبري على كل هذا؟
الفتاة: مهما فعلت لك لن يساوي شيئا مما تفعله من أجل حماية الوطن، ورفع راية “لا إله إلا الله”
المجاهد: قولي لي.. إن تزوجتك وأنجبت منك أطفالا، كيف سيعيشون إن رحلت؟ سأكون مغفلا إن تركت صغاري ورحلت، كيف ستعيشين؟ أطفالي يتيتمون، وسيكون الحمل ثقيلا على كتفيك، وأنا لا أتحمل عذابك
الفتاة: أطفالنا سيكونون مثل أبيهم، سيكونون جيوشا قوية، وسأربيهم على حب الجهاد
ألم تقل لي يوما “إن فكر المجاهد بأهله وزوجه وأطفاله، لما اختار هذا الطريق”
تذكر جيدا؛ هذه الطريق كلها حب وتضحية
المجاهد: نعم، أتذكر هذا الكلام، ولكن…
الفتاة: اصمت ولا تتكلم؛ ولا كلمة
أريد أن ألبسك ثياب الرباط، أريد أن أجهز لك طعامك، أريد كل ليلة أن أودعك وأقبلك على جبينك، وأقول: انتبه لنفسك
أريد أن أرى الابتسامة على وجهك، أريد أن أحمل الأحزان عنك، أريد أن نربي جيلا قويا يدافع عن الدين
المجاهد: فعلا لم أخطئ باختياري أبدا؛ اخترت رفيقة الجهاد التي تستحق أن تصبر وتنال معي الأجر
الفتاة: لكن.. لدي شروط
المجاهد: تفضلي، ما هي؟
الفتاة: علمني استعمال السلاح والقنص، أريد أن أرابط معك، وأحميك من أي رصاصة، ومهري سيكون القرآن
المجاهد: هههه، شروط جميلة ولكن.. لم تخبريني لماذا تحبين السلاح مثلي؟
الفتاة: الرجل الذي لا يستطيع حمل السلاح، لن يستطيع التعامل مع الأنثى، لأن كل قطعة في السلاح تمثل الأنثى؛
مخزن الرصاص هو قلب الأنثى؛ إن أحسنت في وضع الرصاص المناسب في المكان المناسب، وأطلقت في الوقت المحدد تكون قد امتلكت قلبها، والسلاح يحتاج إلى تدريب ومعاناة، وهكذا الأنثى تحتاج إلى من يفهمها ويحميها كي يمتلكها، وقد أحببتك لأنك مجاهد، ويكفيك اسم مجاهد لأنه يعبر عن كل شيء من الحب والصبر والإرادة
المجاهد: والله، أنت رفيقتي في الجهاد، نعم الزوجة الصالحة ستكونين
الفتاة: وأنت نعم الرجال، يا رجل العزائم
المجاهد: تجهزي، من الآن ستكونين زوجتي في الحياة، وسنزف سويا إلى الجنان؛ هكذا تعاهدنا
الفتاة: جمعنا حب البندقية، وسيجمعنا حب الشهادة..