حكايات الزيتون
بقلم: زينب عبد الرشيد محمد
يحكي لنا الزيتون ألف حكايةٍ
من سالف الزمن السحيق تكلما
كانت خمائله تداعب طيرها
حتى رأت ذاك الغراب الأفحما
فأحال بستان الرياض خرابةً
وتبدل الضحك النقي تجهما
وأناخ بالأرض الأبية ظالمٌ
في شرعه نوح الحمام تحرما
قد أزهقت روحَ البلابل كفُّه
ما أقبح اللصَّ الغريب الآثما
لو ظن حيناً أن أرضي ملكه
أو خال يوماً أن شعبي استسلما
لو قال تغيير الهوية ممكنٌ
ومحا المعالم كان حقاً واهما
هذي العروس أصيلة عربية
فليسأل التاريخ حتى يفهما
بالله يا زيتونتي لا تحزني
سيعود طيرك شادياً مترنما
ولتحك يا زيتون عن أمجادنا
فالكل يا زيتون أمسى أبكما
عن طفلةٍ جادت بزهرة عمرها
كي تقهر الذئب الخسيس المجرما
عن حرةٍ قد أرضعت ولداً لها
لبنَ النضال بعزة حتى نما
فالحر يا زيتون صلب شامخ
مثل النخيل يموت دوماً قائما
هو للبلاد الغيد يأخذ ثأرها
ويعيد فجرًا للأماني باسما
هل يطفئ النيرانَ في أكبادنا
ويحرر الأقصى الشريف الأكرما
إلا بنونٌ من سلالة حمزةٍ
شعبٌ إلى تلك البقاع قد انتمى
ويلقن الصهيون درساً قاسياً
ويذيقهم كأساً مريراً علقما
هل يستوي دمٌّ نقيٌّ طاهرٌ
مع مَن أتى يوم القيامة مجرماً
ستعود يا أقصى حمائمك التي
رفت على أرض العفيفة مريما
وسيضحك الزيتون بعد بكائه
ويعانق التكبير نجمات السما