ترك المدعوون صالة الطعام، وذهبوا إلى قاعة الحفل المقام بذلك البهو، بينما الجو أصبح خاليا من الناس، يضج بألوان الطعام، تسللت الفئران بخفة لتقفز فوق المائدة، متراقصة على روائح الشواء، وكأنها تحتفل هي الأخرى بعرس الأميرة.
كان الصغير يرتجف وهو يصيح:
– لا.. لا.. أريد الكوخ!
فُتات الخبز أشرف لي من أن أكون مطاردا هنا.
أعيدوني إلى العجوز النائم، فهو يتسلى بسماعي عندما أقرض باب الكوخ، وآكل الفتات من حوله.
ضحك أكبرهم قائلا:
– أيها الفأر، إنك تحب الفقر وتكره الرفاهية؛ على عكسنا.
قال: لا.. وأي رفاهية تلك التي تفتقد فيها الأمان!
لم تلبث الفئران أن تحاورت حتى دخل الخدم يتناولون الطعام، فكانت المفاجأة؛ مطاردتهم حتى خرجوا سالمين من باب القصر، فأسرع الصغير وجرى ليعود إلى الكوخ؛ مسقط رأسه، بينما ظل الباقون يفكرون في طريقة أخرى للدخول، لا يخشون المطاردة، ومن شدة التعب ناموا جميعا، يحلمون بمخرج، وقد استقر صغيرهم في الكوخ يستمتع بنعمة الأمان.