FB IMG 1702075153635

تواطؤ عالمي

تواطؤ عالمي بقلم: مريم توركان ريمونارف 2023
تواطؤ عالمي بقلم: مريم توركان ريمونارف 2023
تواطؤ عالمي

بقلم: مريم توركان

مُنذُ بدء الحرب على غزّة وأنا أُشاهِدُ كمًّا لا بأسَ بهِ من الإدانةِ على ألسُنِ ولاةِ أمور العرب، ووزراء خارجياتهم، ولرُّبما بعض الأعاجم. في كُلِّ مرّة أرى أنَّ العدو الـ ص ه ي و ن ي لا ينتبه لتلكَ الإدانةِ؛ بل على العكسِ نجدهُ يتمادى في إراقةِ الدِماء، والتمثيل بجُثثِ الرُّضعِ والأطفال، هذا بالإضافةِ إلى قطعِ الماء والكهرباء، ومصادر الطاقة حتّى عن المُستشفيات!.

الدم الفلسطيني

ناهيكم عن القصفِ والتدميرِ والخرابِ الذي أحدثهُ العدو الـ ص ه ي و ن ي بقطاعِ غزّةَ مع سبقِ الإصرار والترّصُد. كانوا يُبيّتونَ النيّةَ لكُلّ ما حَدَثَ وما زالَ يحدثُ، وبمعاونةِ الأُمّ الداعمة الكولومبوسيّة.
أتساءل: أينَ الجنائية الدولية من الدَمِ الفلسطيني الذي غطّى القشرة الأرضية من قطاعِ غزّةَ؟!.
لقد قُتِلَ الإنسان في قطاعِ غزّةَ مرّتينِ؛ بالقصفِ والصمتِ!.
يا مَن قلبتم الدُنيا رأسًا على عَقبٍ وتضامنتم مع أوكرانيا؛ أينَ أنتم من الجنسِ البشري في قطاعِ غزّةَ؟.

الدم البشري

ما يفعلهُ العدو الـ ص ه ي و ن ي ما هو إلَّا استفزاز للعروبةِ والعرب؛ أو قُلْ للحكوماتِ العربية. إنَّهُ لا يسمح لهم بعبورِ شاحنات الأدوية _والتي تذهب من أرضهم لأرضهم أيضًا_ إذًا يُريدُها حربًا دولية، أنا جاهلةٌ بعِلمِ السياسيةِ كجهلي بطريقة تفكير الحُكّام العرب، لكنَّ الذي لا حاجةَ فيهِ لنقاشٍ هو أنَّنا هُزمنا دونَ حربٍ، ولا حول ولا قوّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيم!.
ليتَ مخزون ذاكرتي من اللغاتِ يُسعفني لأسطرها بكُلِّ لُغاتِ العالم: ما أرخصَ الإنسانية في زمنٍ يُراقُ فيهِ الدّم البشري ظُلمًا وعدوانًا على مرأى ومَسمعٍ عالمي!.

حقوق الإنسان

بل ما أظلمَ مَن ابتدعَ مصطلح حقوق الإنسان؛ ليُقننَ بها قتل الإنسان لمَن يدفع أكثر!.
إبادة جماعية لقطاعِ غزّةَ بتواطؤ عالمي، ولا زالَ المُتفيهقونَ يتشدّقونَ بحقوقِ الإنسان. تبًّا لهُ من مُصطلحٍ لا جدوى منهُ.

غثاء سيل

لا أحدَ يُحرّكُ ساكنًا تجاهَ البشائع التي يُحدثها العدو الـ ص ه ي و ن ي بحقِّ أشقائنا في غزّةَ. أمَّا عن الكلامِ فلا أكثرَ منهُ طالما خلا من الجمارك. وعنِ الأفعالِ فكلّنا كغُثاءِ سيلٍ؛ كثرة بلا فائدة. وأمَّا عن المالِ فبيننا مَن يمتلك منهُ الكثير؛ لكنَّهُ يُنفقهُ في غيرِ موضعهِ الصحيح.
لا سامحَ اللَّهُ مَن أذاقونا شعورًا نَحنُ منهُ براء، شعورُ العجزِ والكسرِ والقهرِ، وحسبنا اللَّهُ ونعمَ الوكيل.
إنَّ العدو الـ ص ه ي و ن ي يعلمُ كُلّ العِلمِ أنَّهُ غير مُرّحبٌ بهِ في أرضنا، كما يعلمُ أنَّ للصّبرِ حدود حتمًّا ستنفد يومًا ما، عساهُ قريب، فليرتقبوا.

رجالا لا تميل

لا يعنينا كيفَ نبدو أمامَ العالم الذي خلا من الإنسانيةِ قدر ما يعنينا أنَّ لدينا رجالا لا تميل وإنْ مالتْ الجبال.
حيَّا اللَّهُ أشقاءنا في غزّةَ، هُم عِبادُ اللَّهِ ولن يُضيّعهم.
حسبنا اللَّهُ وكفى، أجابَ اللَّهُ مَن دعى، اللهمَّ غزّةَ برّها وبحرها وجوّها، يا ربّنا إنَّكَ على ما تشاءُ قدير، وبالإجابةِ جدير وحسبُنا أنتَ ونِعمَ الوكيل.

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

FB IMG 1702075153635

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top