تلاقي ضدين
بقلم: رشا طلب
سألتني:
– هل يتقاطع السالب مع الموجب؟
قلت لها ببساطة:
– وهل يتلاقى الضدان أبدا؟!
فنَظَرت في الفراغ متنهدة ببطء، لا أعرف لماذا أوجعني؟!
ثم وضعت كفها المرتعش على قلبها، وهمست لي:
– لكنهما التقيا بداخلي، بداخلي فراغ لكنه يؤلمني بشدة، كيف يؤلم الفراغ؟!
أخبريني، لم كُسرت كل قوانين الرياضيات والفيزياء فقط بداخلي؟!
كيف يحتل الألم قلبا خاويا، وكيف يصبح للصمت صوت أعلى من دقات الطبول؟!
كانت تتألم بالفعل، أشعر بها تقف على جمر لا نار له، لكن دخان اللهب المتصاعد منه يُغشي العيون، حتى الدموع صارت حارقة، فحبستها الجفون تضامنا.
لا أدري، متى التفتنا عن ذلك الشيء، ومتى عدنا، فكان هو غائبا؟!
لكن ذلك الفراغ الصامت، كان يوما ما ممتلئا بشدة بشيء ما بالتاكيد، كنا نهرب من واقعنا بالأحلام، نغلق الأضواء ونستمتع بسكون الليل، وننام بعمق مستمتعين بعالم من الخيال، ولكن فجأة.. امتلأت أحلامنا بالبكاء والألم، وصارت أثقل من الواقع بكثير.
أغلقنا باب الدموع في يقظتنا لتفتحه لنا أحلامنا على مصراعيه، فيختلط الواقع بالحلم في تناقض موجع، فما عاد لنا مفر بعد الآن، نتمنى لو نهرب من الواقع بالنوم، ونخشى مواجهة آلامنا في الأحلام، فصرنا عاجزين عن النوم، مستيقظين بلا روح أو عقل، جسد فارغ بلا وعي، ليتنا لم نمتلك يوما ذلك الوعي، فما أجمل أن نعيش مغيبين دون فهم أو تفكير!
ليتنا لم نملك يوما ذلك الوعى 😔