بالون أحمر

بالون أحمر

بالون أحمر
بالون أحمر
بالون أحمر
ظلَّ يدّخر بعض مصروفهِ المدرسي؛ كي يبتاعَ بالونًا من النوعِ الذي يُفضّلهُ، وحينَ شعر أنَّ المبلغَ قد اكتمل، أخذهُ وذهبَ إلى بائعِ الألعاب، لكنَّهُ تفاجأ بعدم بلوغهِ ثمن البالون؛ نظرًا لخامتهِ الجيّدة وتصميمهِ المُمتاز.
لم ييأس صاحبنا الصغير، فانتظرَ عِدّة أيَّامٍ أُخر حتّى تمكّنَ من جمعِ المبلغ المُراد، أسرعَ للبائع، ابتاعَ البالون، عادَ يتغنّى فَرِحًا به، وصلَ إلى الدار، دلفَ وعلّقها بجوارِ سريرهِ، ثُمَّ قامَ بعملِ الواجب المدرسي، وبعدها عادَ لبالونهِ مرًّة أُخرى، أمسكَ بخيطه ونامَ على تلك الحال.
لم يُقدّر لصاحبنا أنْ يحيا في الحياةِ الدُنيا؛ فأضحى شهيدًا بعد أنْ قصفَ خنازير الأرض قطاعَ غزّة.
المُحزن في الأمرِ أنَّ البالون قد تغيّرَ لونهُ الأبيض إلى الأحمرِ؛ بعدما غشيتهُ دِماء الطفل الطاهرة، كما ظلّت يد صاحبنا الشهيد مُمسكةً بهِ حتّى جاءت فرق الإنقاذ لتنتشلهُ!

 

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top