اللَّهم عِزًّا  بقلم: مريم توركان

اللَّهم عِزًّا

اللَّهم عِزًّا  بقلم: مريم توركان
اللَّهم عِزًّا  بقلم: مريم توركان. ريمونارف 2023

اللَّهم عِزًّا

بقلم: مريم توركان

حينَ يعتدي عليكَ أحدهم مُحاولًا أنْ يسلبكَ مالك أو أرضك أو عِرضك أو حتّى روحك، فالواجب والحقّ هو الدفاع، وذاكَ حقٌّ مشروعٌ لا خِلافَ فيهِ، والواجبُ أيضًا هو دعم الشاهدين للمُعتدَى عليهِ، فما بالكم إنْ كانَ المُعتدي ص ه ي و ن ي يُريدُ سلبكَ الحياةَ بذاتها؟!

أتعجبُ من الذينَ يُلقونَ اللومَ على أشقائنا في غزّةَ؛ فقط لأنَّهم يُدافعونَ عن حياتهم المسلوبة من قِبلِ خنازير الأرض المُعتدين، وأتساءل: ماذا تُريدونَ منهم بعدما حدثَ ولا زالَ يحدثُ لهم؟

بل لو كُنتم مكانهم ماذا عساكم فاعلون؟

أتنبطحونَ لعدوكم، أم تُقبّلونَ الأيدي، أم أنَّكم ستغشّونَ أعينكم كي لا تروهم حالَ سرقتهم شرفكم؟!

باللَّهِ، أينَ ذهبتْ العقول؟

بل أينَ ذهبتْ الرجولة؟

أينَ أنتم من شُهرة العرب القُدامى؛ بالحِميةِ والرجولة؟

بل أينَ أنتم من الاقتداءِ بسيّدِ الخلق حبيب الحقّ؛ سيدنا ونبيّنا رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

أهذا ما تعيشونَ لأجلهِ؛ طعام، شراب، عمل، جمع المال وأخيرًا الزواج بلا هدف؟!

إنْ كانَ كذلكَ، فأينَ الفرق بينَ الإنسان والحيوان؟

فالحيوان يأكُل ويشرب ويعمل، ثُمَّ يتزوج، لكنَّهُ لا يُفكّر، وبها فضّلنا اللَّهُ عليهِ وسائر بني جنسهِ.

يا مَن دهستكُم الفتنة فتناسيتم سببَ خِلقتكم، يا مَن ضُللتم بفِعلِ عدوكم لتروا الحقّ باطلا والباطل حقّا، يا مَن قتلوا بقلوبكم الحِمية؛ بدايةً من الحِميةِ على إناثكم؛ مرورًا بأعراضكم، وانتهاءً بأرضكم، يا مَن غُيّبتَ عقولكم بالمُخدراتِ والمُسكراتِ؛ كي يسهل سوقكم كسَوقِ الإبل والغنم، يا مَن خدعوكم بالتقدّم، والذي ما هو إلَّا تخلُّفٌ وعار، يا مَن أخافوكم بالرزقِ؛ رغم أنَّ اللَّهَ هو الرزّاقُ ذو القوّةِ المتين، يا مَن صّعبوا عليكم لُقمةَ العَيشِ؛ كي تنشغلوا بها دونَ غيرها..

أمَا آنَ لكم أن تفيقوا الآنَ؛ قبلَ فواتِ الأوان؟.

أمَا آنَ لكم أنْ تعملوا خيرًا لأنفسكم؛ فتهبّوا لنجدة إخوانكم المظلومينَ في فلسطين؟.

أمَا آنَ لكم أنْ تُناصروهم؟.

يُقالُ أنَّ غزّةَ قد خلتْ منها الأكفان.. أمَا آنَ لكم أنْ تجتمعوا الآن، الآنَ فقط لتُكفّنوا إخوانكم ثُمَّ تعودونَ للتناحرِ والشتاتِ مرّةً أُخرى؟.

أيا مَن وُلِيتم أمور العرب؛ أمَا آنَ لكم أنْ تتحدوا لإيصالِ المُخدّر الطبّي لإخوانكم الذينَ تُجرى لهم العمليات الجراحية الخطيرة وغيرها دونَ مُخدّرٍ؟

يا ربّنا إنَّكَ تعلمُ سرّنا وعلانيتنا؛ فاقبل معذرتنا، اللهمَّ إنّي أتبرأُ إليكَ من حولي وقوّتي إلى حولكَ وقوّتكَ؛ فإنَّهُ لا حول ولا قوّةَ إلَّا بكَ وأنتَ العلّي العظيم.

اللهمَّ غزّة وأهلها.. اللهمَّ فلسطين وأرضها.

اللَّهم عِزًّا

لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف

لمتابعة كل ما هو جديد من هنا

اللَّهم عِزًّا  بقلم: مريم توركان

اللَّهم عِزًّا
اللَّهم عِزًّا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top