الزر المفقود
بقلم: زُليخة زلاقي
ما بال شغفي بدأ يخفت، وما بالها نبضات خافقي تتباطأ؛
وأنا المجذوب الهائم قبيل برهة؟!
لِمَ تُراها عقارب ساعتي تدور عكس دقات ونبضات فؤادي المتيم، وعكس النواميس والمسلمات، فلطالما ترقبت هذا المرام، ولطالما لهثت وراءه!
وكم جابهتُ أعاصير بغية بلوغه، وصارعت دياجير رغبة فيه؟
لِمَ أجثمُ وأنا على مقربة منه؟!
ما هذه البرودة التي تغشي جوارحي وجوانحي؟!
أليست هذه لحظة اكتمال قمري في ليلته المنشودة؟
كان علي أن أنتبه، وأنا أقفل أزرار بذلتي السوداء، أن زرا مفقودا
زر أفقدني توازني، وأعادني إلى الزمن صفر؛ ذاك الزمن الذي كنت فيه صفر القلب والوجدان.
بدأت الذكريات تنخر وتنخرُ ، تهشمُ وتبتر، وإذا بتلك الذكرى التي خِلتُني نسيتها تلوحُ في أفقِ حاضري وخاطري.
كيف لك أن تنسى؟!
أيحق لك أن تتناسى؟!
رأيتني وأنا الجاثي على ركبتي، المطأطئ الرأس، المستجدي لمسة عطف، المتباكي، الخانع، الـ…
لقد أنستني تلك اللمسة نفسي وكينونتي، فأنقدتُ بعدها
بلا رزانة أو تفكير.
لست أدري أي صدق أنجاني من الغرق في سراب حسبته ماء وأنا الظمآن لحب؛ لا لشفقة!
لست أدري أي كبرياء أو بعضه استوقفني قبل الولوج إلى
جنة محفوفة طرقُها بأنهار من ويل وجحيم!
أطرقت بفكري وأنا أتحسس مكان زري المفقود، وهمست
قائلا:
هذا ليس طريقي، ولا شك أن بوصلتي اقتادتني إلى درب وعر، ويكفيني السير لهذا الحد، فليست كل السبل معبدة، وليست كل الليالي مقمرة، وليست كل الخرائط خارطة نجاة!
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا
وليست كل الخرائط خارطة نجاة ،، صدقتي والله