الحب يعمي ويصم
بقلم: زينب عبد الرشيد
الحب يعم ويصم
يقولون: حبك الشيء يعمي ويصم
نعم، صدقوا فيما قالوا؛ فلقد أعماني تعلقي بك، وحنيني إليك عما انطوت عليه شخصيتك المشوهة من عيوب شائنة، وما حملته دخائلك الخبيثة من نقائص عديدة، ومساوئ جمة.
لقد أصمني حبي لك عن سماع نصائح المخلصين لي بالابتعاد عنك، وعدم الوثوق بك، ورغم كل هذا.. تمسكت بك، أحببتك، لتكون سبب شقائي ومصدر ألمي وعذابي!
الحب يعم ويصم
نعم..
أعترف أنني كنت أتغاضى عن زلاتك المتعددة، وأتغافل عن هفواتك المتكررة، لأنني _رغما عني_ أحببتك، وبدون إرادة مني تعلقت بك..
لا أعلم كيف؟ ومتى؟ ولم؟
فلقد كنت أعلم جيدا، ومنذ البداية أنك لا تناسبني؛ صفاتك لا تلائم صفاتي، طباعك لا تتماشى وطباعي، فهل يجتمع النور والظلام، أم هل تراه يتلاقى الليل والنهار؟!
ولكن..
“مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها”
أجل مشيت في طريق زينته لي بالأشواك، وكنت أراها، لكنني خلت أنني سأبدلها ورودا، وسأحيلها زهورا.
الحب يعم ويصم
خيل إلي أن الحب يصنع المعجزات، وكم كنت ساذجة حين حسبت أنني سأقوى على أن أغير طبائعك الدنية، وأبدل خصالك السيئة!
لقد منحتك كل ما أقوى على منحه، بذلت لك روحي، وفرشت لك حناني، وجعلت من قلبي سكنا لك، اشتريت خاطرك بأبهظ الأثمان، ولكنك بعت خاطري بأبخسها، ملكتك أمري، ولكنك ألقيت حبلي على غاربي، كنت أصطنع لك الأعذار ما بين “لعله” و”عساه”
علمت أنك انتهازي مستغل، فكنت أخلق لك الفرص حتى تستغلها لإسعادي، ولكنك لم تفعل، ففي كل مرة كان يخيب فيك رجائي، إلى أن انقطع حبل الأمل.
إنك لم تسئ استغلال تلك الفرص وحسب؛ بل تعمدت تجاهلها، وقصدت تخطيها، لقد أضعتني منك بأفعالك الشائنة، وفقدتني بتصرفاتك المستهترة.
فاتخذت قراري بالابتعاد عنك، والفرار منك بما تبقى في قلبي النازف من نبض، وما بقي في من روح منهكة متهالكة، فلقد استنزفت قواي، ولم أعد أقوى على تحمل مزيد من الجراح والألم…
فيا من كسرت قلبي..
عليك من الله ما تستحق.
الحب يعم ويصم
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا
