كلام وجيز..
حينَ أُشاهدُ كَم الفرحة الغامرة للكثير بعبورِ بعض الشاحنات المُتجهة إلى أرضِ أشقائنا في قطاع غزّة، أشعُرُ وكأنَّنا انتصرنا على بني صهيون؛ أولئكَ الأنذال، المغضوبِ عليهم من ربّ العالمين، لكنَّنا حقيقةً لسنا كذلك؛ فما انتصرنا ولا شيء، كُلّ ما في الأمرِ أنَّنا لبينا نداء أشقائنا الذينَ يُقتّلونَ على مدارِ اليوم والساعة، فقمنا بإرسالِ بعض الجُبن المُعلّب مع بعض الخُبز، وبعض الماء، وأشياء من هذا القبيل.
المُخزي في الأمرِ أنَّنا عجزنا عن إرسال تلك اللُّقيمات والماء على عجلٍ؛ حتّى أَذِنَ لنا بنو صهيون، أبناءُ الخطيئةِ أولئكَ.
ثُمَّ ماذا؟
ثُمَّ إنَّ تلكَ المُساعداتِ التي لا تُسمن ولا تُغني من جوعٍ جاءت مُتأخرة وغير مرغوب فيها من أشقائنا الذينَ استنجدوا بنا لنُصرةِ الأرضِ والعِرض، وبعدها نفخر بالعبورِ المُزيف، العبور الذي يُمثل العار الذي أصبحنا عليهِ.
نَحنُ قومٌ مُسلمونَ للَّهِ، مُستسلمونَ لأمرهِ سُبحانهُ، نُحاربُ بالعقيدةِ إنْ حاربنا، سلاحُنا الإيمانِ باللَّهِ العليِّ العظيم، قوّتُنا تكمُنُ في وحدتنا، نُحاربُ لردّ الظُلمِ عنّا، لا غيلًة ولا لأمرِ دُنيا.. فوربّ مُحمّدٍ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ ما كانت الدنيا لنا وما كُنّا لها.
اللهمَّ إنَّا نبرأُ إليكَ من حولنا وقوّتنا إلى حولكَ وقوّتك يا مَن لا يُعجزهُ شيء، وهو على كُلّ شيءٍ قدير.