أرجوكم يا سادتَنا الشُّعثَ الغبرَ
بقلم: صبري محمد عبده
في الحديث (ربَّ أشعثَ أغبرَ لو أقسم على الله لأبره)
يا سادتنا الشعثَ الغبرَ
أوِدَّاءَ اللهِ
رجاءً حارًا
أخبرنا من لم يكذب قطُّ
بأن لكم عند الله شموخًا
وبأنكم الربانيُّونَ النبويُّونَ
فبالله عليكم يا سادتنا الشعث الغبرَ
أما آن لكم أن لو أقسمتم وبأغلظ أيمانات اللهِ على اللهِ
لقد حاولنا يا سادتنا الشعثَ
نحاولُ
صلينا لله صلاة الغوثِ
اللهم فلملم أشلاءً في (غزةَ)
– صلى الله على (غزةَ)-
معزوفةِ أوجاع فلسطينَ
ولي فيها صاحب عُمْرٍ كان يسمى (بيت المقدسِ)
أقصى فاتحةِ الصلواتِ
وكن يا الله بعونِ جماجم في (الزَّهراءِ)
المذبوحين ب(حي التفاحِ)
بفرحِ عروسٍ زفت بدلَ الفستانِ الأبيضِ
بالكفن الأبيضِِ في (حي الزيتونِ)
وبارك ممشاهم في (الضَّفةِ)
لا عنوانَ لهم غير الممشى
من مِذبحةٍ
حتى مِذبحةٍ
من مقبرةٍ
وإلى مقبرةٍ
ومرورا بدم الشهداء الباقينَ
إلى يوم الدينِ
ومالك يوم الدينْ
صلينا
يرفضها الله
أعدناها
يرفضها الله
أعدناها
ما كانت نافلةٌ إلا صليناها
وغسَلنا أيديَنا سبعا
سامح يا اللهُ الصمتَ الأجرأَ
والنومَ الأعمقَ في الوقت الأصعبِ
لم يَقبلْ
أدعوكم أنتم.. أنتم
يا الأبهى والأنبلُ
يا سادتنا الشعثَ
أخلاءَ اللهِ
أجلَّاءَ القدْرِ
ومَكْرُمةً للأطفال الرضع
عندك يا اللهُ
بحق صراخ الثكلاوات على شباك العرشِ
لهن اللهُ
لنا اللهُ
بحق الجوعى والعطشى
من نسل (حسينِ بن عليٍ)
صلى الله على جد (حسين بن عليٍ)
بالسرِّ المكنونِ
بكن فيكونُ
بجاه لسانِ الطفل المجروحِ
الأرجلِ من أرجلِ من ألفٍ
لم يتعلم تاريخ العرب البائدةِ
العربِ الساكتةِ
الجملَ الفعليةَ
حرف الجرِّ
ولكن يعرف حرف العطفِ
يُلقِّنُ أشلاءَ أخيهِ (عمرَ)
الحيِّ- بحمدِ اللهِ- إلى الآنً
إلى ما شاء اللهُ
بكامل صحته
يتعقَّب أنفاسَ الفجرِ
ويلهو- كالأطفال- بطائرة من ورقٍ
داخلَ ثلاجات الموتى
قرب دماء الشهداءِ ورود اللهِ
هدايا اللهِ
الفرحين بما آتاهم
والملفوفينَ
بقطعة قطن واحدةٍ
من كلٍ زوجين اثنينِ
بحزنِ أبٍ (بالمستشفى الأهليِّ بغزةَ)
أخبره الدكتورُ بأن الطفل بخيرٍ
ذهب الأبُّ ليحضر أدويةً
عاد فلم يجد الطفل ولا الدكتورَ ولا المستشفىَ
يا مستشفى أحزانِ العالمِ
عُريِ العالمِ
والمقصوفِ
بصاروخِ زنيمِ ابن زنيمٍ
ورجيمِ ابن رجيمٍ
والمنبوذِ بأمرٍ قَدَريٍ
وعلى فم داود وعيسى بن المريمِ
ثم يجيء عشاء يبكي:
قد فَعلَ الذئبُ ولم أفعلْ
وبطهرِ فتاة نازحة بنت البلدِ
الأشمخِ والأجملِ في (خان اليونسَ) قالت:
شُفت وأيمُ اللهِ النازحَ مقهورًا
-رضي الله عن النازح مقهورًا-
فاللومُ على السِّفْلةِ من هذا العالمِ
ليس على أجداد فلسطينَ الأوَّلِ
يا أجدادَ فلسطينَ الأوَّلْ
دمُهم في (غزةَ) هذا أم بئرٌ من مِسكٍ أغدقه اللهُ
على طللٍ عربيٍ
أم هو قرآنٌ من لحم ودمٍ
يُتلى في أطهر من أطهر قُدسيٍ
في الجنةِ توجد (غزةُ) أخرى لكن من غير العرب الأعراب بجملتهم
ولرب ذبيحٍ
جاء إلى الدنيا مقتولا
غادرها مقتولا
خيرٍ من ناجٍ
في زمنٍ داجٍ
ودمٍ ساجٍ
جاء إلى الدنيا مقتولا
ولسوف يغادرها مقتولا
اُدعوا
يا سادتنا
أتوسلكم يا شجر الغيث
ويا خدمَ اللهِ
بجاه جلالك يا اللهُ
بحق رسولك (صلى الله عليه وسلمَ)
أعط اللهمَّ المنفق في نصرتهم خلفًا
والممسك عن نصرتهم تلفًا
لا تجعلْ فيها مَن يفسدُ فيها
يسفك فيها الدَّمَ يا اللهُ
اقصِف بعظيم جلالِ جلالك يا اللهُ
الأجدرَ والأولى بالقصفِ
اُدعوا
اُدعوا
– ناشدتكمُ اللهَ اللهَ-
ولا تنتظروا
أشلاء
أخرى.
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا
أرجوكم يا
سادتَنا الشُّعثَ الغب
أرجوكم يا سادتَنا الشُّعثَ الغبر