صرت أخاف مني، من الحروب الخاسرة؛ التي تدور رحاها في داخلي، والأحاديث الجدلية؛ التي تنتهي بدون اتفاق، وتغدو روحي الخاسر الأكبر.
صرت أخاف من الطفولة التي توشك أن تموت، وتتهاوى أيامها سريعا، وحدائق البنفسج التي شارفت على الجفاف.
إلى أين أمضي؟!
صرت لا أعرف الطريق، ولا أجد نهاية لدرب الأمنيات المعلقة داخل روحي.
حين أحلل شخصيتي، أجدني شخصا لا يعرف الحياة، لم يذق لها طعما بعد، لا يتقن منها شيئا، لكن الأمر خارج إرادتي.
رائحة الموت تحاوطني في كل مكان، وصوت الحزن لا يفارقني، أنا عطشان جدا
هل ماء البحر يكفيني؟!
هل ماء النهر يرويني؟!
هل سيأخذ أحد بتلابيب قلبي، ويقول لي:
دع عنك هذه الهواجس، حرر نفسك من محيط الأوهام التي تغشاك ليلا ونهارا، أما تعبت من العيش في دور المحارب المهزوم؟!
قم، فقاتل من أجل حلمك، لا تنهزم، لا تدع الراية تسقط عن ذراعك، وعش الحياة كما تشاء، كما تشتهي وتريد، ولا تقنع بما لديك من فتات.
قم، فانتصر، وخذ من الغنائم ما تشاء
الليل حضن الضعفاء، أريكة الكسالى للخنوع والخضوع، مستودع الأوهام، والأحلام الساذجة.
قم، واستقبل الحياة؛ فشمس عمرك ما تزال ساطعة، والأيام لا تعطينا إلا حين نريد، ولا تمنحنا دعوة مجانية، ولا إقامة مجانية؛ نحن ندفع ثمنها من أيامنا، من دمنا، من التفكير، والتدبير، والأفكار.
الحياة ليست مجانية، يا صغير.
لقراءة المزيد من المقالات مجلة ريمونارف
لمتابعة كل ما هو جديد من هنا